عندما يموت الحب
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عندما يموت الحب
عبثاً تحاول أن تكسر حصار هذا العقم الروحي، الذي يستولي على المكان ويحاصر الهواء. عبثا تحاول أن تستعجل غياب هذه اللحظة القاتمة التي تجمعهما معا..
الصمت يكاد يقتل كل مصادر الحياة، التي تحولت تفاصيلها إلى إدانة يجب استبدالها بمسارات انطلاق أخرى. كان هو هناك، أو ربما هنا بجانبها، لا يبعد عنها سوى أمتار محدودة، يحدق في شاشة التلفزيون التي أمامه. لم تكن جلستهما متوازية معاً، أو حتى تسمح له بمشاهدتها على الأقل، أو الالتفات إلى ملامحها المتغيرة. .هو أيضاً يمارس صمته، ويكرِّس اللحظة لمتابعة ما يراه على الشاشة.
بين حين وآخر يفتح جواله ليقرأ ربما رسائل ترد إليه، أو ليتصل في عبارة واحدة مخبراً أصدقاءه أنه قادم بعد لحظات.
لم يتبادلا أي عبارات ذات معنى منذ أيام طويلة، ولم تعد تلك الأحلام التي جمعتهما ذات يوم تتوارى لتتجسد واقعاً غرامياً يعيشاه، ويقيما داخل أروقته.
غادر الزمان والمكان بهدوء، وبعبارة واحدة: قد أتأخر بإمكانك أن تنامي وقتما تشائين.لم تتوقف أمام ما قال، أخذت نفساً عميقاً عند مغادرته، شعرت أن المكان يستعيد حريته، وأن بإمكانها الانطلاق من مكانها.
أغلقت التلفزيون، وعادت إلى مكانها كما كانت قبل أن يغادر، لم تتوقف أحاسيس البلادة عن الهطول عليها، ولم يجرؤ يردد داخلها على الاستكانة في مكان آخر. تتأمل في جدران البيت المتهاوي من الحياة والأمل، والمغلَّف بالرتابة، تلك الجدران التي تجاور الملل، وظلامية المشاعر.
غادر، وترك المنزل كعادته كل ليلة، لكن ليست هذه المشكلة، غادر ولن يعود إلا بعد أن تنام، وتغط جيداً في نومها. لا توجد سوى مشكلة واحدة تعترضهما معاً، وهي محاولة إحياء الأموات.. محاولة إعادة الروح لمن فقد روحه!
عليها أن تقرر أن تكسر حاجز الصمت الذي فُرض عليهما، وأن تعيد كتابة الدرس من جديد، وأن تحرص بهدوء على انتزاع كل إشارة وهمية تحول بينها وبين المغادرة إلى أسرتها.
دون مبررات قد يموت الحب، ولا يعثر أحدنا على أسباب الوفاة مهما حاول التشخيص، ومهما حاول وضع الميت في إطار التشريح!
ودون ترتيب قد تتعقد المشاعر، ونعجز عن فك شفرتها! ودون مبرر قد لا نعثر على ذلك الحبيب الذي طالما حلمنا به، وحلم هو بنا..
عندما يلتقي اثنان في لحظة انبلاج العاطفة، وبداياتها، تبدأ حقائق كل منهما في التواري، وتتعمق خطوط الوهم، والأحاسيس الملتهبة، لتنبئ عن ميلاد عاطفة، وسطوع إحساس يؤكده كل طرف للآخر.
كل منهما يصر بشفافية عميقة، أنه لم يحلم بغيره، ولم يتمن سواه طوال حياته، وفترة بناء أحلامه، لم يتخيل أن يكون لأحد غيره، ولم يتخيل أن يلتقي بشخص آخر سواه..
كانت هذه المفردات تسعد كل طرف ، وتحلق به بعيداً عن كل الخطوط الحمراء، التي من الممكن أن تعترض الطريق..
لفحات الغرام تهفهف يهما، يؤكدان أن الحياة خُلقت ليلتقيا معاً، وأن الزمن الذي لم يكونا فيه معاً، لم يكن محسوباً.
يتعمدان عدم صد نيران الهوى التي حاصرتها، حتى عندما يسأل طرف منهما: هل تسرعنا في هذا اللقاء ؟ يجيب الطرف الآخر، بل تأخرنا في أن نلتقي!
تُقلبْ الصفحة، وتهدأ النار، وتبدأ في الترمد، دون أن يطفئها أحدهم، وتُسد الطرق، عندها يؤكد كل منهما لنفسه قبل المواجهة، بأن الماضي لو عاد من جديد مرة أخرى لن يختار أحدهما الآخر، وأن هذا الاختيار هو غلطة العمر.
وهي تتذكر، وتلملم دواخلها، مع حاجياتها الخاصة، تغادر بهدوء، ويعود هو إلى منزله ولا يجدها، لينام بعمق وبهدوء لا يتجاوز هدوءها..!!!
رد: عندما يموت الحب
رائعة بكل معنى بها من الأحاسيس ما يعجز المرء أمامها عن ايجاد كلمة تعبير تليق بها
كتبت فأبدعت ومن بحر الحب كببت لنا أروع خاطرة صداها يبحر في القلوب
لك مني كل التحية والتقدير مع تمنياتي بالمزيد المزيد من التالق
كتبت فأبدعت ومن بحر الحب كببت لنا أروع خاطرة صداها يبحر في القلوب
لك مني كل التحية والتقدير مع تمنياتي بالمزيد المزيد من التالق
اميرة المنتدى شذى- Admin
- 634
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى