الخير لا يتعدم أبدا
صفحة 1 من اصل 1
الخير لا يتعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا
=============
فتاة لم تتجاوز الثانية و العشرون إلا قليلا ، دخلت علينا ، كنا اكثر من ثلاثة - على ما اذكر - في فترة الفطور ، لم يستطع أحد منا النظر إليها اكثر من ثانيتين .
قالت لنا :
عايزه اتنين جنيه ، اشترى بها حبوب ، قالوا لي عشان ما تحملي .
لم يكن احد يتوقع هذا الحديث ، اقربنا إليها رد عليها بأننا لا نملك قرشا واحد ، تركتنا و مضت و هي تحمل طفلها ، و تغني .
بعد صمت طويل ، سرح فيه كل حسب خياله ، تمتم أحدنا ، لعنة الله على الحرب .
رفعنا إليه ابصارنا ، و بقايا ادمع تكاد تنزلق على الخدود ، مسكناها في آخر لحظة و حرمناها من نعمة النزول .
@@@@@@@@@
مضت سبع سنوات على تلك الحادثة ، و إذا بي التقي بأبنها الاكبر ، فسألته عنها ، فقال لي :
الحمد لله هي الآن احسن حالا .
فقلت له :
هل قصصت علي قصتها ؟ !
يتبع ......
=============
فتاة لم تتجاوز الثانية و العشرون إلا قليلا ، دخلت علينا ، كنا اكثر من ثلاثة - على ما اذكر - في فترة الفطور ، لم يستطع أحد منا النظر إليها اكثر من ثانيتين .
قالت لنا :
عايزه اتنين جنيه ، اشترى بها حبوب ، قالوا لي عشان ما تحملي .
لم يكن احد يتوقع هذا الحديث ، اقربنا إليها رد عليها بأننا لا نملك قرشا واحد ، تركتنا و مضت و هي تحمل طفلها ، و تغني .
بعد صمت طويل ، سرح فيه كل حسب خياله ، تمتم أحدنا ، لعنة الله على الحرب .
رفعنا إليه ابصارنا ، و بقايا ادمع تكاد تنزلق على الخدود ، مسكناها في آخر لحظة و حرمناها من نعمة النزول .
@@@@@@@@@
مضت سبع سنوات على تلك الحادثة ، و إذا بي التقي بأبنها الاكبر ، فسألته عنها ، فقال لي :
الحمد لله هي الآن احسن حالا .
فقلت له :
هل قصصت علي قصتها ؟ !
يتبع ......
جاروط- مشرف عام
- 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62
رد: الخير لا يتعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا .... 2
==============
قال لي :
كانت في الثامنة عشر عندما تزوجت ، و هي مفتونة بحبيبها ، و لم تصدق أن جمعها به الزمن ، و كانت مناسبة الزوج حديث أهل الحي ، و لم تمض أيام قلائل حتى حان زمن الفراق ، حين أتت مأمورية طارئة لزوجها ، و ودعته على أمل اللقاء .
بعد خمسة عشر يوما جاءها الخبر بوفاته ، و قد تعرضت عربتهم لكمين اعد للجيش الحكومي ، فشاء القدر أن وقعت فيه عربتهم ، و هي تحمل بعض المواد الاستهلاكية للبعض المدن في تلك المنطقة .
فاصيبت بالزهول ، و قبل أن تفيق ، أتاها الخبر الأليم ، بعد أسبوعين فقط من موت زوجها ،
تعرضت قرية أهلها لهجوم من المتمردين ، و قتل ابوها ، و أخويها الأكبر ، و الأوسط ، و أن أخاها الصغير بين الموت و الحياة بأحد المستشفيات الولائية .
لم تستوعب الاحداث ، كأنها درامة تعرض أمامها على شاشة التلفاز ، أهذا حدث لي ؟ ! !
و بدأت الحياة أمام عينيها ، تدور بغير موازيين البشر العادية .
كل هذه الأحداث في اقل من أسبوعين تتحول حياتها ......
يا الله .....
يتبع .....
==============
قال لي :
كانت في الثامنة عشر عندما تزوجت ، و هي مفتونة بحبيبها ، و لم تصدق أن جمعها به الزمن ، و كانت مناسبة الزوج حديث أهل الحي ، و لم تمض أيام قلائل حتى حان زمن الفراق ، حين أتت مأمورية طارئة لزوجها ، و ودعته على أمل اللقاء .
بعد خمسة عشر يوما جاءها الخبر بوفاته ، و قد تعرضت عربتهم لكمين اعد للجيش الحكومي ، فشاء القدر أن وقعت فيه عربتهم ، و هي تحمل بعض المواد الاستهلاكية للبعض المدن في تلك المنطقة .
فاصيبت بالزهول ، و قبل أن تفيق ، أتاها الخبر الأليم ، بعد أسبوعين فقط من موت زوجها ،
تعرضت قرية أهلها لهجوم من المتمردين ، و قتل ابوها ، و أخويها الأكبر ، و الأوسط ، و أن أخاها الصغير بين الموت و الحياة بأحد المستشفيات الولائية .
لم تستوعب الاحداث ، كأنها درامة تعرض أمامها على شاشة التلفاز ، أهذا حدث لي ؟ ! !
و بدأت الحياة أمام عينيها ، تدور بغير موازيين البشر العادية .
كل هذه الأحداث في اقل من أسبوعين تتحول حياتها ......
يا الله .....
يتبع .....
جاروط- مشرف عام
- 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62
رد: الخير لا يتعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا ،،، 3
================
في هذا الجو العجيب ، تكونت في بطن أمي جنينا ، و وضعتني ذات ليلة في منزل جار لنا بالحي ، و صرت لهوتها ، تحدثني بكل ما يجول بخاطرها ، و تقص لي ، و تغني لي ، و ترقص لي في وسط الشارع ، في وضح النهار .
كنت لها حياة جديدة ، و كان أهل الحي يتكفلون لنا بالأكل ، و بعض نساء الحي يقمن بنظافتي ، بكل حنية ، و كأني أبن لجميع سكان الحي ، كنت آكل كل اصناف الطعام ، كل من رآني يعطني الذي بيده - و إن كان يحملها لطفله الوحيد ، ما رأوا لي دمعة إلا و تسارعت الأيدي لمسها .
و لكن كانت مأساتنا عندما يأتي المساء .
يتبع .......
================
في هذا الجو العجيب ، تكونت في بطن أمي جنينا ، و وضعتني ذات ليلة في منزل جار لنا بالحي ، و صرت لهوتها ، تحدثني بكل ما يجول بخاطرها ، و تقص لي ، و تغني لي ، و ترقص لي في وسط الشارع ، في وضح النهار .
كنت لها حياة جديدة ، و كان أهل الحي يتكفلون لنا بالأكل ، و بعض نساء الحي يقمن بنظافتي ، بكل حنية ، و كأني أبن لجميع سكان الحي ، كنت آكل كل اصناف الطعام ، كل من رآني يعطني الذي بيده - و إن كان يحملها لطفله الوحيد ، ما رأوا لي دمعة إلا و تسارعت الأيدي لمسها .
و لكن كانت مأساتنا عندما يأتي المساء .
يتبع .......
جاروط- مشرف عام
- 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62
رد: الخير لا يتعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا .... 4
===============
اذكر مرة بينما أمي تقف أمام الدكان تعلق بصري بلعبة صغيرة ، فما كان من صاحب الدكان إلا أن قام بحملها و وضعها بين يدي و مسح رأسي ، ثم ابتسم لي ، و سرعان ما اخفى وجهه بين يديه ، و مسح بهما وجهه ، و كثيرا منهم يفعل ذلك عندما يعطونني شيئا ، يستروا وجوههم ، و يمضون .
و في المساء كانت أمي تنام في وسط الشارع ، كثيرا ما يتفاجأ بها اصحاب العربات ليلا ، فيتفادونها في اللحظات الأخيرة ، حتى اعتادوا عليها ، فصاروا كلما اقتربوا من منطقتها ، يخفضون سرعتهم ، و احيانا ينزل أحدهم يعطيها طعاما ، أو بعض غطاء ، خاصة في ليالي الشتاء ،
أما المأساة الحقيقية كانت تأتي من بعض زوار الليل غير المرغوب فيهم ، إنهم بعض السكارى ، و آخرين لا اعلمهم .
كانوا لا يتوعون ، فتعتدون عليها جنسيا ، و هؤلاء هم الذين قالوا لها ذلك ، عندما زارتكم ذات يوم - نزلت دمعت مني حاولت حبسها و لكنها رفضت - اتذكر ؟
قلت له : نعم
قال لي :
في خلال هذه السنوات انجبت منهم ثلاثة اطفال ، حينها بلغت السادسة من عمري ، و صرت ادفاع عن أمي .
كنت إذا اقترب احدهم قذفته بالحجارة .
حتى التقيت بذلك الأستاذ ، فعلمني أشياء . لا انساها له ما حييت .
و تلك قصة أخرى
ينبع ......
===============
اذكر مرة بينما أمي تقف أمام الدكان تعلق بصري بلعبة صغيرة ، فما كان من صاحب الدكان إلا أن قام بحملها و وضعها بين يدي و مسح رأسي ، ثم ابتسم لي ، و سرعان ما اخفى وجهه بين يديه ، و مسح بهما وجهه ، و كثيرا منهم يفعل ذلك عندما يعطونني شيئا ، يستروا وجوههم ، و يمضون .
و في المساء كانت أمي تنام في وسط الشارع ، كثيرا ما يتفاجأ بها اصحاب العربات ليلا ، فيتفادونها في اللحظات الأخيرة ، حتى اعتادوا عليها ، فصاروا كلما اقتربوا من منطقتها ، يخفضون سرعتهم ، و احيانا ينزل أحدهم يعطيها طعاما ، أو بعض غطاء ، خاصة في ليالي الشتاء ،
أما المأساة الحقيقية كانت تأتي من بعض زوار الليل غير المرغوب فيهم ، إنهم بعض السكارى ، و آخرين لا اعلمهم .
كانوا لا يتوعون ، فتعتدون عليها جنسيا ، و هؤلاء هم الذين قالوا لها ذلك ، عندما زارتكم ذات يوم - نزلت دمعت مني حاولت حبسها و لكنها رفضت - اتذكر ؟
قلت له : نعم
قال لي :
في خلال هذه السنوات انجبت منهم ثلاثة اطفال ، حينها بلغت السادسة من عمري ، و صرت ادفاع عن أمي .
كنت إذا اقترب احدهم قذفته بالحجارة .
حتى التقيت بذلك الأستاذ ، فعلمني أشياء . لا انساها له ما حييت .
و تلك قصة أخرى
ينبع ......
جاروط- مشرف عام
- 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62
رد: الخير لا يتعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا .... 4
===============
اذكر مرة بينما أمي تقف أمام الدكان تعلق بصري بلعبة صغيرة ، فما كان من صاحب الدكان إلا أن قام بحملها و وضعها بين يدي و مسح رأسي ، ثم ابتسم لي ، و سرعان ما اخفى وجهه بين يديه ، و مسح بهما وجهه ، و كثيرا منهم يفعل ذلك عندما يعطونني شيئا ، يستروا وجوههم ، و يمضون .
و في المساء كانت أمي تنام في وسط الشارع ، كثيرا ما يتفاجأ بها اصحاب العربات ليلا ، فيتفادونها في اللحظات الأخيرة ، حتى اعتادوا عليها ، فصاروا كلما اقتربوا من منطقتها ، يخفضون سرعتهم ، و احيانا ينزل أحدهم يعطيها طعاما ، أو بعض غطاء ، خاصة في ليالي الشتاء ،
أما المأساة الحقيقية كانت تأتي من بعض زوار الليل غير المرغوب فيهم ، إنهم بعض السكارى ، و آخرين لا اعلمهم .
كانوا لا يتوعون ، فتعتدون عليها جنسيا ، و هؤلاء هم الذين قالوا لها ذلك ، عندما زارتكم ذات يوم - نزلت دمعت مني حاولت حبسها و لكنها رفضت - اتذكر ؟
قلت له : نعم
قال لي :
في خلال هذه السنوات انجبت منهم ثلاثة اطفال ، حينها بلغت السادسة من عمري ، و صرت ادفاع عن أمي .
كنت إذا اقترب احدهم قذفته بالحجارة .
حتى التقيت بذلك الأستاذ ، فعلمني أشياء . لا انساها له ما حييت .
و تلك قصة أخرى
ينبع ......
===============
اذكر مرة بينما أمي تقف أمام الدكان تعلق بصري بلعبة صغيرة ، فما كان من صاحب الدكان إلا أن قام بحملها و وضعها بين يدي و مسح رأسي ، ثم ابتسم لي ، و سرعان ما اخفى وجهه بين يديه ، و مسح بهما وجهه ، و كثيرا منهم يفعل ذلك عندما يعطونني شيئا ، يستروا وجوههم ، و يمضون .
و في المساء كانت أمي تنام في وسط الشارع ، كثيرا ما يتفاجأ بها اصحاب العربات ليلا ، فيتفادونها في اللحظات الأخيرة ، حتى اعتادوا عليها ، فصاروا كلما اقتربوا من منطقتها ، يخفضون سرعتهم ، و احيانا ينزل أحدهم يعطيها طعاما ، أو بعض غطاء ، خاصة في ليالي الشتاء ،
أما المأساة الحقيقية كانت تأتي من بعض زوار الليل غير المرغوب فيهم ، إنهم بعض السكارى ، و آخرين لا اعلمهم .
كانوا لا يتوعون ، فتعتدون عليها جنسيا ، و هؤلاء هم الذين قالوا لها ذلك ، عندما زارتكم ذات يوم - نزلت دمعت مني حاولت حبسها و لكنها رفضت - اتذكر ؟
قلت له : نعم
قال لي :
في خلال هذه السنوات انجبت منهم ثلاثة اطفال ، حينها بلغت السادسة من عمري ، و صرت ادفاع عن أمي .
كنت إذا اقترب احدهم قذفته بالحجارة .
حتى التقيت بذلك الأستاذ ، فعلمني أشياء . لا انساها له ما حييت .
و تلك قصة أخرى
ينبع ......
جاروط- مشرف عام
- 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62
رد: الخير لا يتعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا ... 5
================
انتقلت أمي بعد سنوات إلى مكان اكثر أمنا ، و دفئا بالنسبة لي و لها ، فقد أختارت المدرسة .
قد وجدت المدرسة في المساء لا يأتي إليها أحد من سكان الحي ، و وجدت فصلا ليس به بابا و لا شباكا ، فصار مسكنا لنا . كما أنها استأنست بالمعلمين ، ففي الصباح تجلس في ظل أحد الفصول حتى وقت الفطور ، فنفطر مع المعلمين ، و المعلمات ، و كانوا كأهل الحي تماما ، يعتنون بي ، و يشترون لي كل شيء يخطر على بال طفل مثلي .
في هذه الفترة صار عمري ستة سنوات ، و اصبحت أمي تعتمد علي كثيرا ، و تذهب معي حين اطلب منها ذلك ، هنا إلتقيت بذلك المربي الفاضل ، فقد علمني أشياء كثيرة ، أهمها كانت كيف اعتني بأمي ، فكنت حين ينتصف الليل ، تذهب إلى المضخة ، فاقوم بضخ الماء ، و اغسل لها ملابسها ، و انظف جسدها ، و قد علمني ذلك .
كما علمني الوضوء و الصلاة ، بعض سور القرآن . و أنت تعلم الكثير منها .
يتبع ......
================
انتقلت أمي بعد سنوات إلى مكان اكثر أمنا ، و دفئا بالنسبة لي و لها ، فقد أختارت المدرسة .
قد وجدت المدرسة في المساء لا يأتي إليها أحد من سكان الحي ، و وجدت فصلا ليس به بابا و لا شباكا ، فصار مسكنا لنا . كما أنها استأنست بالمعلمين ، ففي الصباح تجلس في ظل أحد الفصول حتى وقت الفطور ، فنفطر مع المعلمين ، و المعلمات ، و كانوا كأهل الحي تماما ، يعتنون بي ، و يشترون لي كل شيء يخطر على بال طفل مثلي .
في هذه الفترة صار عمري ستة سنوات ، و اصبحت أمي تعتمد علي كثيرا ، و تذهب معي حين اطلب منها ذلك ، هنا إلتقيت بذلك المربي الفاضل ، فقد علمني أشياء كثيرة ، أهمها كانت كيف اعتني بأمي ، فكنت حين ينتصف الليل ، تذهب إلى المضخة ، فاقوم بضخ الماء ، و اغسل لها ملابسها ، و انظف جسدها ، و قد علمني ذلك .
كما علمني الوضوء و الصلاة ، بعض سور القرآن . و أنت تعلم الكثير منها .
يتبع ......
جاروط- مشرف عام
- 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62
رد: الخير لا يتعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا ....... 6
================
في هذا الوقت فكرت في العمل ، و أن أكسب بيدي ، كانت معي بعض النقود ، فاشتريت ادوات الورنيش ، و ذهبت إلى سوق المدينة ، و في السوق رأني أحد شيوخ الحي ، فطلب مني أن مسح له حذاءه ، و جلست على الأرض حاول جهدي أن أمسح له الحذاء ، و جلس هو و صاحب المتجر يسرقان النظر إلى ، و يتحدثان بصوت هامس .
انتهيت من أول عملية مسح حذاء في حياتي ، و أنا ادعو ربي في سري بالتوفيق و النجاح ، حملت الحذاء لصاحبه ، فابتسم ، و نظر لصاحبه ، و قال لي :
أجلس يا إبني .
فجلست ، فعلمني كيف امسح الأحذية ، و حمل لي حذاء صاحبه ، فمسحته له ، كما علمني ، فقالا لي :
ما شاء الله ، تبارك الله .
يا بني ، اتفقنا ، أنا و عمك هذا - و أشار إلى جليسه - على أن تعمل أمام المتجر ، غدا إن شاء الله ، تجد كل ادواتك ، و اليوم أنت في إجازة ، تعود إلى أمك ، و تأتي غدا بإذن الله .
هكذا بدأت حياتي العملية مع هذين الرجلين العظمين ، فهما كانا يجلبان لي الزبائن ، و يشكلان لي مصدر حماية من الشماسة ، و اصحاب الأخلاق الرديئة .
بعد هذا الأحداث ، قال لي معلمي :
علمت أن أباك قد ترك كلما منزلا ، فلماذا لا تسكنا فيه مع أمك ، ؟
فقلت له :
المشكلة في أمي لا تريد أن تدخله أبدا .
فقال لي : هذه مشكلة بسيطة ، غدا إن شاء الله ، سوف تحل ، ادعو لي بالتوفيق ،
في غد أتاني هاشا باشا ، فقال لي :
قد حلت مشكلتك ، أحد الشيوخ بالحي ، لديه قطعة ، و هو يريد أن يستبدلها معك ، و يدفع لك الفرق ، لأن قطعته بها مباني أقل من مباني قطعتكم ، فذهبنا معه ، و قد وقع المربي العظيم بدلا عني باعتباره وصي علي ،
و كانت هذه أول ليلة ننام و أمي في بيت لنا
يتبع .....
================
في هذا الوقت فكرت في العمل ، و أن أكسب بيدي ، كانت معي بعض النقود ، فاشتريت ادوات الورنيش ، و ذهبت إلى سوق المدينة ، و في السوق رأني أحد شيوخ الحي ، فطلب مني أن مسح له حذاءه ، و جلست على الأرض حاول جهدي أن أمسح له الحذاء ، و جلس هو و صاحب المتجر يسرقان النظر إلى ، و يتحدثان بصوت هامس .
انتهيت من أول عملية مسح حذاء في حياتي ، و أنا ادعو ربي في سري بالتوفيق و النجاح ، حملت الحذاء لصاحبه ، فابتسم ، و نظر لصاحبه ، و قال لي :
أجلس يا إبني .
فجلست ، فعلمني كيف امسح الأحذية ، و حمل لي حذاء صاحبه ، فمسحته له ، كما علمني ، فقالا لي :
ما شاء الله ، تبارك الله .
يا بني ، اتفقنا ، أنا و عمك هذا - و أشار إلى جليسه - على أن تعمل أمام المتجر ، غدا إن شاء الله ، تجد كل ادواتك ، و اليوم أنت في إجازة ، تعود إلى أمك ، و تأتي غدا بإذن الله .
هكذا بدأت حياتي العملية مع هذين الرجلين العظمين ، فهما كانا يجلبان لي الزبائن ، و يشكلان لي مصدر حماية من الشماسة ، و اصحاب الأخلاق الرديئة .
بعد هذا الأحداث ، قال لي معلمي :
علمت أن أباك قد ترك كلما منزلا ، فلماذا لا تسكنا فيه مع أمك ، ؟
فقلت له :
المشكلة في أمي لا تريد أن تدخله أبدا .
فقال لي : هذه مشكلة بسيطة ، غدا إن شاء الله ، سوف تحل ، ادعو لي بالتوفيق ،
في غد أتاني هاشا باشا ، فقال لي :
قد حلت مشكلتك ، أحد الشيوخ بالحي ، لديه قطعة ، و هو يريد أن يستبدلها معك ، و يدفع لك الفرق ، لأن قطعته بها مباني أقل من مباني قطعتكم ، فذهبنا معه ، و قد وقع المربي العظيم بدلا عني باعتباره وصي علي ،
و كانت هذه أول ليلة ننام و أمي في بيت لنا
يتبع .....
جاروط- مشرف عام
- 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62
رد: الخير لا يتعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا ...... 7
==================
و من أول ليلة ، كان الأثاث كله جديدا ، فقد أوصوني أن لا انقل أي شيء يعيد لها الذكريات القديمة .
فأول عمل قامت به أمي ، سألتني :
هذا بيتك ؟
فقلت لها : نعم هذا بيتنا
فأخذتني إلى أقرب سرير ، و اجلستني في حجرها ، و اعطتني ثدها ، و قالت لي :
ارضع ، فهذا اللبن كله لك وحدك ، فصار ذلك ديدنها ، تحتضنني ، و ننام سويا ، فمي في ثدها ، و يدها على رأسي ، و تغني لي حتى انام ،
و في الصباح ، لا نشرب الشاي ،كبقية البشر ، بل نأكل بعض البلح ، و نشرب عصيرا ، ثم امضى إلى عملي .
هكذا علمني ذلك المربى الفاضل ، أن لا أوقد نارا في المنزل أبدا ، حتى نضمن سلامة أمي في غيابي . و اشترى لي مصباحا يعمل بالحجارة الجافة للإضاءة ليلا .
بعد اسبوع سألني سكان الحي عن أمي ، فحدثتهم ، فقالوا لي :
الحمد لله ، قد ألفت المنزل و تركت الخروج ، فاصبحن يتفقدنها في غيابي ، فارتاح بالي كثيرا .
و أن أمي في رعاية جارتها ،
بعد هذا الأحداث بشهر تقريبا ، قال لي ذاك المربي الجليل :
اليوم يا إبني ، أود أن انقل لمرحلة مهمة في حياتك ، لأن الموت و الحياة بيد الله ، فقد اتفقنا مع عمك الشيخ - صاحب المنزل - أن نوثق لك ، بالأمس قابلنا الضابط المسؤول عن السجل المدني و شرحنا له حالك ، فهو مشكورا ، قد قبل شهادتنا ، و شهادة القابلة التي قامت بعملية الولادة بالحي ، و الذي ساعدنا ايضا وجدنا وثيقة الزواج ، فاليوم أنت ستذهب معنا للسجل المدني .
و هكذا صارت لدي شهادة ميلاد لأول مرة في حياتي ، فصرت إبنا شرعيا . و الحمد لله .
بعد مضي ثلاثة اشهر ، جاءني المربي الفاضل باقتراح جديد - و هو لا يتقضع عني - قال لي : سنذهب إلى احد البنوك بالمدينة ، و سيفتح لك حساب تحت وصايتي ، تحفظ به مدخراتك ، ما معروف الظروف ، السرقة ، و النيران ، و غيرها ، و لكن عندما تكون في البنك سوف تكون بأمان ، و متى احتجت ستذهب معا ، و ستسحب المبلغ الذي تحتاجه ، و هكذا صار لي حساب بالبنك ،
و استمرت هكذا الحياة حتى بلغت الثامنة ، فقررت ذلك القرار الذي كنت احلم به كل يوم ،
أن أرى أمي كبقية خلق الله
يتبع .....
==================
و من أول ليلة ، كان الأثاث كله جديدا ، فقد أوصوني أن لا انقل أي شيء يعيد لها الذكريات القديمة .
فأول عمل قامت به أمي ، سألتني :
هذا بيتك ؟
فقلت لها : نعم هذا بيتنا
فأخذتني إلى أقرب سرير ، و اجلستني في حجرها ، و اعطتني ثدها ، و قالت لي :
ارضع ، فهذا اللبن كله لك وحدك ، فصار ذلك ديدنها ، تحتضنني ، و ننام سويا ، فمي في ثدها ، و يدها على رأسي ، و تغني لي حتى انام ،
و في الصباح ، لا نشرب الشاي ،كبقية البشر ، بل نأكل بعض البلح ، و نشرب عصيرا ، ثم امضى إلى عملي .
هكذا علمني ذلك المربى الفاضل ، أن لا أوقد نارا في المنزل أبدا ، حتى نضمن سلامة أمي في غيابي . و اشترى لي مصباحا يعمل بالحجارة الجافة للإضاءة ليلا .
بعد اسبوع سألني سكان الحي عن أمي ، فحدثتهم ، فقالوا لي :
الحمد لله ، قد ألفت المنزل و تركت الخروج ، فاصبحن يتفقدنها في غيابي ، فارتاح بالي كثيرا .
و أن أمي في رعاية جارتها ،
بعد هذا الأحداث بشهر تقريبا ، قال لي ذاك المربي الجليل :
اليوم يا إبني ، أود أن انقل لمرحلة مهمة في حياتك ، لأن الموت و الحياة بيد الله ، فقد اتفقنا مع عمك الشيخ - صاحب المنزل - أن نوثق لك ، بالأمس قابلنا الضابط المسؤول عن السجل المدني و شرحنا له حالك ، فهو مشكورا ، قد قبل شهادتنا ، و شهادة القابلة التي قامت بعملية الولادة بالحي ، و الذي ساعدنا ايضا وجدنا وثيقة الزواج ، فاليوم أنت ستذهب معنا للسجل المدني .
و هكذا صارت لدي شهادة ميلاد لأول مرة في حياتي ، فصرت إبنا شرعيا . و الحمد لله .
بعد مضي ثلاثة اشهر ، جاءني المربي الفاضل باقتراح جديد - و هو لا يتقضع عني - قال لي : سنذهب إلى احد البنوك بالمدينة ، و سيفتح لك حساب تحت وصايتي ، تحفظ به مدخراتك ، ما معروف الظروف ، السرقة ، و النيران ، و غيرها ، و لكن عندما تكون في البنك سوف تكون بأمان ، و متى احتجت ستذهب معا ، و ستسحب المبلغ الذي تحتاجه ، و هكذا صار لي حساب بالبنك ،
و استمرت هكذا الحياة حتى بلغت الثامنة ، فقررت ذلك القرار الذي كنت احلم به كل يوم ،
أن أرى أمي كبقية خلق الله
يتبع .....
جاروط- مشرف عام
- 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62
رد: الخير لا يتعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا ...... 8
=================
قلت لعمي صاحب المتجر :
عمي ساغيب عن المحل اياما ، لا اعرف عددها .
قال لي :
خيرا إن شاء الله ، إجرى لأمك شيء ؟
قلت له :
أبدا ، أمي بخير ، و لكني قررت أن أذهب بها إلى العلاج .
فضمني إليه ضمة قوية ، و التزمني بعض دقائق ، حتى احسست بقطرات دمعه على رأسي ، ثم قال لي - و لم ازل في حضنه :
يا إبني ، إن الخير لا ينعدم أبدا ، ما دام امثالك يحملون هموم غيرهم ، و إن الله لن يخذلك أبدا ، فأمضى ، و سادعو لك ربي ، و إن احتجت فلا تحرمنا الأجر ، وفقك الله . ثم ادخل يده في جيبه ، و وضع كل المبلغ الذي وجده فيه في جيبي ، ثم ودعني و لم نفارق الدموع جفنيه ،
قبل إن اعود إلى البيت ، ذهبت إلى أبي ذلك المربي الكريم الفاضل الجليل ، في منزله بالقرب من المسجد الذي يأمه ، و قد وجدته قد خرج من صلاة الظهر ، فاستقبلني - كعهده - بحفاوة ، و اخيرته الخبر ،
فأمعن النظر إلى الأرض فترة ، قبل أن يقول لي :
خيرا ، إن شاء الله ، سوف ادلك على دكتور في المدينة المجاورة ، و سوف تقوم بمقابلته ، و تحكي له كل التفاصيل . و لا تحدثه أنك من طرفي .
فودعته ، و ذهبت للشيخ الذي تبادلنا معه المنزل ، و حكيت له ، فقال لي :
على بركة الله ، يا إبني ، كلنا معك ، فأنت واحد و نحن كثر ، و الجماعة تتحمل الواحد ، فإذا احتجت لنا فلا تبخل علينا ، ثم دلف إلى منزله ، و وضع في جيبي شيئا ، و قال لي :
قد تحتاجه في تلك المدينة و نحن بعدون عنك ، و لكن قلوبنا معك .
و في الصباح ، جاء إلى منزلنا صاحب التاكسي ، و قال لي :
هيا يا أبني ، و عندما خرجت ، وجدت كل الحي أمام المنزل ، يدعون لي ، و لي أمي بالشفاء . و همس الشيخ في أذن السائق .
فرأيت السائق قد اشاح بوجهه عنه ، و أسرع يمسح دموع حتى لا أراها .
و تمتم قائلا :
و الله إلا أن تأبى هذه العربة عن المسير .
يتبع ........
=================
قلت لعمي صاحب المتجر :
عمي ساغيب عن المحل اياما ، لا اعرف عددها .
قال لي :
خيرا إن شاء الله ، إجرى لأمك شيء ؟
قلت له :
أبدا ، أمي بخير ، و لكني قررت أن أذهب بها إلى العلاج .
فضمني إليه ضمة قوية ، و التزمني بعض دقائق ، حتى احسست بقطرات دمعه على رأسي ، ثم قال لي - و لم ازل في حضنه :
يا إبني ، إن الخير لا ينعدم أبدا ، ما دام امثالك يحملون هموم غيرهم ، و إن الله لن يخذلك أبدا ، فأمضى ، و سادعو لك ربي ، و إن احتجت فلا تحرمنا الأجر ، وفقك الله . ثم ادخل يده في جيبه ، و وضع كل المبلغ الذي وجده فيه في جيبي ، ثم ودعني و لم نفارق الدموع جفنيه ،
قبل إن اعود إلى البيت ، ذهبت إلى أبي ذلك المربي الكريم الفاضل الجليل ، في منزله بالقرب من المسجد الذي يأمه ، و قد وجدته قد خرج من صلاة الظهر ، فاستقبلني - كعهده - بحفاوة ، و اخيرته الخبر ،
فأمعن النظر إلى الأرض فترة ، قبل أن يقول لي :
خيرا ، إن شاء الله ، سوف ادلك على دكتور في المدينة المجاورة ، و سوف تقوم بمقابلته ، و تحكي له كل التفاصيل . و لا تحدثه أنك من طرفي .
فودعته ، و ذهبت للشيخ الذي تبادلنا معه المنزل ، و حكيت له ، فقال لي :
على بركة الله ، يا إبني ، كلنا معك ، فأنت واحد و نحن كثر ، و الجماعة تتحمل الواحد ، فإذا احتجت لنا فلا تبخل علينا ، ثم دلف إلى منزله ، و وضع في جيبي شيئا ، و قال لي :
قد تحتاجه في تلك المدينة و نحن بعدون عنك ، و لكن قلوبنا معك .
و في الصباح ، جاء إلى منزلنا صاحب التاكسي ، و قال لي :
هيا يا أبني ، و عندما خرجت ، وجدت كل الحي أمام المنزل ، يدعون لي ، و لي أمي بالشفاء . و همس الشيخ في أذن السائق .
فرأيت السائق قد اشاح بوجهه عنه ، و أسرع يمسح دموع حتى لا أراها .
و تمتم قائلا :
و الله إلا أن تأبى هذه العربة عن المسير .
يتبع ........
جاروط- مشرف عام
- 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62
رد: الخير لا يتعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا ..... 9
================
قطع لي صاحب التاكسي تذكرة الدخول ، و انتظرني ، و قال لي :
سانتظر حتى اعلم قرار الدكتور ، فإذا احتجت لى فادعوني .
جاء دوري ، و دخلنا مع أمي ، و جلست و حكيت له كل ما اعرفه ، فصمت الدكتور لحظة ، ثم حمل جواله ، و طلب رقما ، و تحدث معها ، و طلب منها الحضور على وجه السرعة .
ثم قال لي :
يا إبني ، هذا مرض بسيط و علاجه متيسر ، و قد يحتاج لستة اشهر فقط إذا استجاب المريض للعلاج ، من غير مقاومة داخلية . و إن شاء الله أمك قد تستجيب ما دمت أنت بجنبها ، فلا تخف ، سنعمل الذي بوسعنا ، و ربنا يتقبل ، إنه هو السميع العليم ، و لكن انتظر لحظة حني تحضر التي طلبتها ،
في اثناء ذلك قابل حالتين أو ثلاثة ، و انا و أمي ننتظر ، قدوم تلك السيدة .
دخلت علينا إمرأة لوحدها ، ليس مع مرافق ، و سلمت ، و جلست ، و قالت في لهفة :
خير ، إن شاء الله .
نظر إليها ، و ابتسم ، و قال لها :
كل الخير ، إن شاء الله .
ثم أخذها جانبا ، و تحدثا قليلا ، ثم عادا مبتسمين ، كأنما وجيهما القمر ليلة تمامه .
فعلمت أن الحديث كان يخصنا ، أنا و أمي .
فقال لي :
أين السائق الذي معك ؟
فقلت :
بالخارج
قال :
دعه يدخل
فذهبت إليه ، و احضرته معي .
فقال له :
اصحيح ما رواه هذا الصبي عن أمه ؟
فقال له :
كل الصحة ، و أزيدك علما أن أعمامه الثلاثة ، و عمتيه ، قد غادروا الحي منذ ذلك التاريخ ، و اعتبروها مصدر شؤم على الأسرة .
فقال الدكتور :
و من الوصي عليه ؟
قال له :
معلم يساعده ، و يعلمه ، و لا يحب أن يذكر أسمه .
فقال له الدكتور :
فليحضر معك غدا ، و قل له أن الدكتور و زوجته يرغبون في نقل الوصية ، و لا تزده .
و هم الدكتور ، بدفع أجر المشوار ذهابا ، و إيابا ، إلا أن السائق بادره قائلا :
هذا الطفل قد قام بما عجزنا نحن أن نفعله قبل ميلاده ، و حين بدأ مشوره تأخذ عليه أجرا ، لا و الله لن يكون هذا أبدا ، و لو احضرته لك مئة مرة ،
غدا بإذن الله سوف يكون عندك
يتبع .......
================
قطع لي صاحب التاكسي تذكرة الدخول ، و انتظرني ، و قال لي :
سانتظر حتى اعلم قرار الدكتور ، فإذا احتجت لى فادعوني .
جاء دوري ، و دخلنا مع أمي ، و جلست و حكيت له كل ما اعرفه ، فصمت الدكتور لحظة ، ثم حمل جواله ، و طلب رقما ، و تحدث معها ، و طلب منها الحضور على وجه السرعة .
ثم قال لي :
يا إبني ، هذا مرض بسيط و علاجه متيسر ، و قد يحتاج لستة اشهر فقط إذا استجاب المريض للعلاج ، من غير مقاومة داخلية . و إن شاء الله أمك قد تستجيب ما دمت أنت بجنبها ، فلا تخف ، سنعمل الذي بوسعنا ، و ربنا يتقبل ، إنه هو السميع العليم ، و لكن انتظر لحظة حني تحضر التي طلبتها ،
في اثناء ذلك قابل حالتين أو ثلاثة ، و انا و أمي ننتظر ، قدوم تلك السيدة .
دخلت علينا إمرأة لوحدها ، ليس مع مرافق ، و سلمت ، و جلست ، و قالت في لهفة :
خير ، إن شاء الله .
نظر إليها ، و ابتسم ، و قال لها :
كل الخير ، إن شاء الله .
ثم أخذها جانبا ، و تحدثا قليلا ، ثم عادا مبتسمين ، كأنما وجيهما القمر ليلة تمامه .
فعلمت أن الحديث كان يخصنا ، أنا و أمي .
فقال لي :
أين السائق الذي معك ؟
فقلت :
بالخارج
قال :
دعه يدخل
فذهبت إليه ، و احضرته معي .
فقال له :
اصحيح ما رواه هذا الصبي عن أمه ؟
فقال له :
كل الصحة ، و أزيدك علما أن أعمامه الثلاثة ، و عمتيه ، قد غادروا الحي منذ ذلك التاريخ ، و اعتبروها مصدر شؤم على الأسرة .
فقال الدكتور :
و من الوصي عليه ؟
قال له :
معلم يساعده ، و يعلمه ، و لا يحب أن يذكر أسمه .
فقال له الدكتور :
فليحضر معك غدا ، و قل له أن الدكتور و زوجته يرغبون في نقل الوصية ، و لا تزده .
و هم الدكتور ، بدفع أجر المشوار ذهابا ، و إيابا ، إلا أن السائق بادره قائلا :
هذا الطفل قد قام بما عجزنا نحن أن نفعله قبل ميلاده ، و حين بدأ مشوره تأخذ عليه أجرا ، لا و الله لن يكون هذا أبدا ، و لو احضرته لك مئة مرة ،
غدا بإذن الله سوف يكون عندك
يتبع .......
جاروط- مشرف عام
- 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62
رد: الخير لا يتعدم أبدا
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻻ ﻳﻨﻌﺪﻡ ﺃﺑﺪﺍ 10 ...
================
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ، ﻭ ﺍﻭﺻﻰ ﻟﻀﻴﻒ ﻗﺎﺩﻡ
ﺑﺤﺴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻓﺮﺍﻏﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻗﺪ ﺍﻛﻤﻠﺖ ﻛﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ، ﻭ
ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ، ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ
ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ، ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺿﻴﻔﺘﻬﺎ ، ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻛﺮﺍﻡ
ﺿﻴﻔﻪ .
ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻭ ﺿﻴﻔﻪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ، ﻓﻤﻨﻌﻪ
ﺍﻟﺒﻮﺍﺏ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻗﺪ ﺍﺭﺳﻠﻪ ، ﻓﺠﺎﺀ ﺻﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ :
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﻌﻚ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ :
ﻧﻌﻢ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻟﻠﺒﻮﺍﺏ ﺩﻋﻪ ﻳﺪﺧﻞ ، ﻓﺎﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻫﻤﺎ .
ﺍﺭﺷﺪﻭﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ .
ﻗﺎﻟﺖ ﺯﻭﺟﺖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ :
ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ :
ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺭﺩﺩﺍﻩ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ
ﻭ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﻨﺴﺎﺏ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺷﻼﻻ .
ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ ، ﻭ ﻏﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ .
ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ :
ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ، ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻫﺎﺗﻔﻨﻲ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺧﻠﺪﻱ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
: ) ﻫﻞ ﺟﺰﺁﺀ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ( ، ﻭ ﺗﺪﻓﻖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺣﻨﻴﻦ ﻟﻢ
ﺁﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ، ﺍﺣﺴﺴﺖ ﻭ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺭﺯﻗﻨﻲ ﻃﻔﻼ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ .
ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﻮﻫﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ ، ﻭ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺮ . ﻭ ﺍﻷﻫﻞ . ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ .
ﻳﺘﺒﻊ
================
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ، ﻭ ﺍﻭﺻﻰ ﻟﻀﻴﻒ ﻗﺎﺩﻡ
ﺑﺤﺴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻓﺮﺍﻏﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻗﺪ ﺍﻛﻤﻠﺖ ﻛﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ، ﻭ
ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ، ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ
ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ، ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺿﻴﻔﺘﻬﺎ ، ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻛﺮﺍﻡ
ﺿﻴﻔﻪ .
ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻭ ﺿﻴﻔﻪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ، ﻓﻤﻨﻌﻪ
ﺍﻟﺒﻮﺍﺏ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻗﺪ ﺍﺭﺳﻠﻪ ، ﻓﺠﺎﺀ ﺻﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ :
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﻌﻚ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ :
ﻧﻌﻢ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻟﻠﺒﻮﺍﺏ ﺩﻋﻪ ﻳﺪﺧﻞ ، ﻓﺎﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻫﻤﺎ .
ﺍﺭﺷﺪﻭﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ .
ﻗﺎﻟﺖ ﺯﻭﺟﺖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ :
ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ :
ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺭﺩﺩﺍﻩ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ
ﻭ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﻨﺴﺎﺏ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺷﻼﻻ .
ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ ، ﻭ ﻏﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ .
ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ :
ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ، ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻫﺎﺗﻔﻨﻲ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺧﻠﺪﻱ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
: ) ﻫﻞ ﺟﺰﺁﺀ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ( ، ﻭ ﺗﺪﻓﻖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺣﻨﻴﻦ ﻟﻢ
ﺁﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ، ﺍﺣﺴﺴﺖ ﻭ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺭﺯﻗﻨﻲ ﻃﻔﻼ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ .
ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﻮﻫﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ ، ﻭ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺮ . ﻭ ﺍﻷﻫﻞ . ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ .
ﻳﺘﺒﻊ
جاروط- مشرف عام
- 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62
رد: الخير لا يتعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا ...... 11
===================
حكى الأستاذ للدكنور بعض الأشياء ، ثم خرجا ، و بعدها عاد الدكتور باسما ، و قال لزوجته :
ابشري بالخير ، فقد اتفقنا مع أبونا على كل شيء - هكذا كانوا ينادون أستاذهم - بعد ثلاثة أيام سنذهب للحي فاستعدي .
مكثنا في المستشفى ثلاثة الأيام ، و في اليوم الرابع عندما دخلت علينا زوجة الدكتور ، فقالت لها أمي :
أمي . كيف اصبحتي ؟
فاحتضنتها ساعة ، و هي تمسح على جسمها بيدها ، في ذاك اليوم جلست معنا اكثر من سبع ساعات ، كل مرة تنظر إلى أمي ثم تجضنها ، و احيانا تجلسها في رجليها كالأطفال ، و تضحك .
في اليوم التالي كانت أمي تجلس أمام المرآة ، و بدأت تهتم بزينتها ، و لأول مرة مرة أرى أمي تغير ملابسها ، بعد دخولها الحمام لوحدها .
في هذه الأيام زرنا الحي ، و قام الدكتور و الشيخ و الأستأذ بإيجار منزلي ، و تم تحوليه إلى مركز صحي بأسم أبي .
بعد خمسة عشر يوما تمت احداث كثيرة غيرت مجرى حياتي ، و حياة أمي كلها .
يتبع .....
===================
حكى الأستاذ للدكنور بعض الأشياء ، ثم خرجا ، و بعدها عاد الدكتور باسما ، و قال لزوجته :
ابشري بالخير ، فقد اتفقنا مع أبونا على كل شيء - هكذا كانوا ينادون أستاذهم - بعد ثلاثة أيام سنذهب للحي فاستعدي .
مكثنا في المستشفى ثلاثة الأيام ، و في اليوم الرابع عندما دخلت علينا زوجة الدكتور ، فقالت لها أمي :
أمي . كيف اصبحتي ؟
فاحتضنتها ساعة ، و هي تمسح على جسمها بيدها ، في ذاك اليوم جلست معنا اكثر من سبع ساعات ، كل مرة تنظر إلى أمي ثم تجضنها ، و احيانا تجلسها في رجليها كالأطفال ، و تضحك .
في اليوم التالي كانت أمي تجلس أمام المرآة ، و بدأت تهتم بزينتها ، و لأول مرة مرة أرى أمي تغير ملابسها ، بعد دخولها الحمام لوحدها .
في هذه الأيام زرنا الحي ، و قام الدكتور و الشيخ و الأستأذ بإيجار منزلي ، و تم تحوليه إلى مركز صحي بأسم أبي .
بعد خمسة عشر يوما تمت احداث كثيرة غيرت مجرى حياتي ، و حياة أمي كلها .
يتبع .....
جاروط- مشرف عام
- 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62
رد: الخير لا يتعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا ...... 12 :
=================
هذا يوم لا ينسى ابدا ، في هذا اليوم جاء الدكتور و زوجته و قالا لنا :
اليوم انتهت فترة العلاج الأولى .
و سوف تنتقلا إلى منزلكما الجديد .
و سوف تلتحق بالمدرسة .
ثلاثة احداث كل واحدة كانت اكبر من أختها . ذهبنا أولا للمدرسة ، فوجدت معلمي هماك في انتظارنا .
قال لي مدير المدرسة باسما :
لقد حدثوني عنك ، و لكن لا بد من أختبار بسيط ، بعدها نقرر في أي صف تكون ، اجلسني بالقرب منه ، و قال لي :
إقرأ بعض ما تحفظ من قرآن ، فقرأت له ، ثم كتبت بعض الجمل .
فابتسم و قال للدكتور و لمعلمي :
اكراما لحفظه ، و خطه ، و سنه ، فسوف تلحقه بالصف الرابع ،
فقال معلمي :
إنه كما قلت لك يحفظ اكثر من اربعة اجزاء مع التفسير ، و يداوم على صلاة الصبح ، و معظم حفظه كان بعد صلاة الصبح .
بعدها انتقلنا الخمسة إلى منزلنا الجديد ، منزلا كان جزءا من منزل الدكتور ،تمت صيانته حديثا ، قال لنا الدكتور :
هذا منزلك وأمك ، و هذا منزلي و زوجتي - و أشار للطابق الثاني من نفس المبنى - فأنتم اصبحتم أسرتنا الجديدة .
بعد ثلاثة أشهر كانت أمي قد شفيت تماما ، و يعود الفضل في ذلك لزوجة الدكتور ، فهي كانت لا تذهب إلى بيتها إلا للنوم فقط ، و تعود إلينا بعد صلاة الصبح ، و كنت عندما اعود من المدرسة اجدهما تلعبان معا ، قالت لي ذات مرة :
لقد اعادت لي أمك أيام شبابي
فضحكنا
@@@@@@@@@
و في ذات يوم جاءني معلمي و الشيخ و قالا لي :
يا ولدي الحياة تعلم الناس أشياء كثيرة ، و قد تخبؤ لك الخير من حيث لا تعلم ، اليوم جيئناك نطلب منك يد أمك .
ثم صمتا قليلا .
و قال لي معلمي الفاضل :
يا إبني لقد جاءني الدكتور و زوجته يطلبان يد أمك ، و أنت تعلم أن الدكتور و زوجته قد حرما نعمة البنين ، فهما يطمعان في أن يرزقا من أمك ، فلا تحرمهما .
هكذا تم زواج أمي ، و قد كان حدثا عظيما ، ليس في حياتي فقط ، و لكن في أسرتي الجديدة كلها ، كان نقطة نحول كبيرة . بعد ثلاثة أشهر من الزواج حملت أمي ، و زوجة الدكتور معا .
و هما الآن في الشهور الأخيرة .
كل مرة تقول لي أمي الكبيرة - زوجة الدكتور - :
سبحان الله ، لم نترك علاج طوال كل هذه السنوات العشر ، في كل انحاء العالم ، فكان علاجي في الصدقة ، سبحان الله و بحمده ، كنتوا وين انت و امك ، ثم تضمني و تضم أمي إلى صدرها ، و تقول لنا :
أنتم أولادي ، أنتم أولادي ، أنتم أولادي .
ثم تمسح على بطنها بيد ، و على بطن أمي باليد ألأخرى ،
ثم تستطرد :
و الله الذي لا إله إلا هو ، ما أن رأيت أمك ، إلا و نذرت بيني و بين نفسي ، لإن شفاها الله ، لأزوجنها للدكتور ، عسى أن يرزقنا منها الله بالولد ،
فالحمد لله ، الحمد لله ، الحمد لله
=================
هذا يوم لا ينسى ابدا ، في هذا اليوم جاء الدكتور و زوجته و قالا لنا :
اليوم انتهت فترة العلاج الأولى .
و سوف تنتقلا إلى منزلكما الجديد .
و سوف تلتحق بالمدرسة .
ثلاثة احداث كل واحدة كانت اكبر من أختها . ذهبنا أولا للمدرسة ، فوجدت معلمي هماك في انتظارنا .
قال لي مدير المدرسة باسما :
لقد حدثوني عنك ، و لكن لا بد من أختبار بسيط ، بعدها نقرر في أي صف تكون ، اجلسني بالقرب منه ، و قال لي :
إقرأ بعض ما تحفظ من قرآن ، فقرأت له ، ثم كتبت بعض الجمل .
فابتسم و قال للدكتور و لمعلمي :
اكراما لحفظه ، و خطه ، و سنه ، فسوف تلحقه بالصف الرابع ،
فقال معلمي :
إنه كما قلت لك يحفظ اكثر من اربعة اجزاء مع التفسير ، و يداوم على صلاة الصبح ، و معظم حفظه كان بعد صلاة الصبح .
بعدها انتقلنا الخمسة إلى منزلنا الجديد ، منزلا كان جزءا من منزل الدكتور ،تمت صيانته حديثا ، قال لنا الدكتور :
هذا منزلك وأمك ، و هذا منزلي و زوجتي - و أشار للطابق الثاني من نفس المبنى - فأنتم اصبحتم أسرتنا الجديدة .
بعد ثلاثة أشهر كانت أمي قد شفيت تماما ، و يعود الفضل في ذلك لزوجة الدكتور ، فهي كانت لا تذهب إلى بيتها إلا للنوم فقط ، و تعود إلينا بعد صلاة الصبح ، و كنت عندما اعود من المدرسة اجدهما تلعبان معا ، قالت لي ذات مرة :
لقد اعادت لي أمك أيام شبابي
فضحكنا
@@@@@@@@@
و في ذات يوم جاءني معلمي و الشيخ و قالا لي :
يا ولدي الحياة تعلم الناس أشياء كثيرة ، و قد تخبؤ لك الخير من حيث لا تعلم ، اليوم جيئناك نطلب منك يد أمك .
ثم صمتا قليلا .
و قال لي معلمي الفاضل :
يا إبني لقد جاءني الدكتور و زوجته يطلبان يد أمك ، و أنت تعلم أن الدكتور و زوجته قد حرما نعمة البنين ، فهما يطمعان في أن يرزقا من أمك ، فلا تحرمهما .
هكذا تم زواج أمي ، و قد كان حدثا عظيما ، ليس في حياتي فقط ، و لكن في أسرتي الجديدة كلها ، كان نقطة نحول كبيرة . بعد ثلاثة أشهر من الزواج حملت أمي ، و زوجة الدكتور معا .
و هما الآن في الشهور الأخيرة .
كل مرة تقول لي أمي الكبيرة - زوجة الدكتور - :
سبحان الله ، لم نترك علاج طوال كل هذه السنوات العشر ، في كل انحاء العالم ، فكان علاجي في الصدقة ، سبحان الله و بحمده ، كنتوا وين انت و امك ، ثم تضمني و تضم أمي إلى صدرها ، و تقول لنا :
أنتم أولادي ، أنتم أولادي ، أنتم أولادي .
ثم تمسح على بطنها بيد ، و على بطن أمي باليد ألأخرى ،
ثم تستطرد :
و الله الذي لا إله إلا هو ، ما أن رأيت أمك ، إلا و نذرت بيني و بين نفسي ، لإن شفاها الله ، لأزوجنها للدكتور ، عسى أن يرزقنا منها الله بالولد ،
فالحمد لله ، الحمد لله ، الحمد لله
جاروط- مشرف عام
- 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى