بين الجدران

[جاروط]

كنت أصلي ركعتين
حين فجعني دوي القنابل
قنبلتين قنبلتين
اعشت مقلتي
و صرت كليل الحكام
حين يهرعون إلى السلام
و ليس في نيتهمو السلام
و خلاصة الكلام
دكوا أمن قريتي
بعد أن كانت في اطمأنان تنام
حرقوا زرعتي
و خربوا معبدي
و مزقوا مصحفي
و تنادوا
من
كل فج أتوا
كما قطاع الطرق جاءوا
زبحوا عرضي
و استباحوا أرضي
و قطعوا زندي
ثم صاحوا بالجندي
ابيدوا بقية الكرام

[جاروط]

صليت الصبح
و هل صحيح صليت
ما دريت!
ركعة صليت
ام ركعتين
ما الخشوع!
ما الاعتدال!
حين أتاني صوت جيراني
أبي ....
أمي. ..
ادركاني
و صوت الرعود
ذهب بما بقي من خشوع
تهدم الطابق
تلاه طابق
و حال بين الجميع
الركام و صوت المدافع
أبي ....

أخي ما مات
لكن لا سبيل للنجاة
حجزته الطوابق
### ###
شريد؟!!!
لا
طريد ؟ ! !
لا
نازح

أم لاجيء
لا أدري
بين وطني و بيني موانع
سحبوا أولادي
كل في طريق
تزعزعوا
تفرقوا
توزعوا
تشردوا
للمنافي
في وطننا الجديد
كما في وطننا القديم
الكل عبيد
سقونا كي نمت
لكننا لم .....
كل غذاء فاسدٍ
اطعمونا
بالمخدرات و المسكرات
لكن فصيلة دمنا كانت غريبة
لم تمت
بالرصاص
و القنابل و البراميل العجيبة
لم نمت
بالصواريخ و المحارق
و هدم المنازل الحبيبة
لم نمت
بالصقيع و حر الهجيع
و بالمؤامرات الغريبة
لم نمت
بالسرطان باطنان السموم
و بالمؤاتمرات الخبيثة
و حين لم نستجب
جردونا
ثم عراة صلبونا
و جرعونا جرعات بالوريد