منتدى حبيبتى الاميرة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
قصة العلجوم  600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول
وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
قصة العلجوم  980591



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى حبيبتى الاميرة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
قصة العلجوم  600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول
وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
قصة العلجوم  980591

منتدى حبيبتى الاميرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة العلجوم

اذهب الى الأسفل

قصة العلجوم  Empty قصة العلجوم

مُساهمة من طرف جاروط السبت أغسطس 22, 2020 4:00 pm

قصة العلجوم 
  ــــــــــــــــــــــــــ 

     قال دمنة: 
  زعموا أن غراباً كان له وكرٌ في شجرةٍ على جبلٍ؛ و كان قريباً منه جحر ثعبانٍ أسود، فكان الغراب إذا فرخ عمد الأسود إلى فراخه فأكله؛ فبلغ ذاك من الغراب و أحزنه، فشكا ذلك إلى صديق له من بنات آوى؛ و قال له: 
   أريد مشاورتك في أمرٍ قد عزمت عليه. 
  قال: و ما هو؟ 
  قال الغراب: قد عزمت أن أذهب اليوم إلى الأسود إذا نام، فأنقر عينيه، فأفقأهما، لعلي أستريح منه. 
  قال ابن آوى: بئس الحيلة التي احتلت؛ فالتمس أمراً تصيب فيه بغيتك من الأسود، من غير أن تغرر بنفسك و تخاطر بها. 
   و إياك أن يكون مثلك مثل العلجوم الذي أراد قتل السرطان فقتل نفسه. قال الغراب: وكيف كان ذلك؟
قال ابن آوى: 
  زعموا أن علجوماً عشّش في أجمةٍ كبيرة السمك؛ فعاش بها ما عاش؛ ثم هرم فلم يستطع صيداً؛ فأصابه جوعٌ و جهدٌ شديدٌ؛ فجلس حزيناً يلتمس الحيلة في أمره؛ فمر به سرطانٌ، فرأى حالته و ما هو عليه من الكآبة و الحزن؛ فدنا منه و قال: 
   مالي أراك أيها الطائر هكذا حزيناً كئيباً؟ 
  قال العلجوم: و كيف لا أحزن و قد كنت أعيش من صيد ما ها هنا من السمك؟ 
  و إني قد رأيت اليوم صيادين قد مرا بهذا المكان؛ فقال أحدهما لصاحبه: 
  إن ها هنا سمكاً كثيراً أفلا نصيده أولاً؟ 
  فقال الآخر: إني قد رأيت في مكان كذا سمكاً أكثر من هذا السمك، فلنبدأ بذلك، فإذا فرغنا منه جئنا إلى هذا فأفنيناه. 
   و قد علمت أنهما إذا فرغا مما هناك، انتهيا إلى هذه الأجمة فاصطادا ما فيها؛ فإذا كان ذلك فهو هلاكي و نفاذ مدتي. 
  فانطلق السرطان من ساعته إلى جماعة السمك فأخبرهن بذلك؛ فأقبلن إلى العلجوم فاستشرنه؛ و قلن له: 
   إنا أتينا لك لتشير علينا: 
  فإن ذا العقل لا يدع مشاورة عدوه. 
  قال العلجوم: أما مكابرة الصيادين فلا طاقة لي بها؛ و لا أعلم حيلةً إلا المصير إلى غديرٍ قريبٍ من ها هنا، فيه سمكٌ و مياهٌ عظيمةٌ و قصبٌ، فإن استطعن الانتقال إليه، كان فيه صلاحكن و خصبكن. فقلن له: 
  ما يمن علينا بذلك غيرك. فجعل العلجوم يحمل في كل يوم سمكتين حتى ينتهي بهما إلى بعض التلال فيأكلهما؛ حتى إذا كان ذات يوم جاء لأخذ السمكتين؛ فجاءه السرطان؛ فقال له: 
  إني أيضاً قد أشفقت من مكاني هذا و استوحشت منه فاذهب بي إلى ذلك الغدير؛ فاحتمله و طار به، حتى إذا دنا من التل الذي كان يأكل السمك فيه نظر السرطان فرأى عظام السمك مجموعةً هناك؛ فعلم أن العلجوم هو صاحبها؛ و أنه يريد به مثل ذلك. فقال في نفسه: 
    إذا لقي الرجل عدوه في المواطن التي يعلم أنه فيها هالك. سواءٌ قاتل أم لم يقاتل؛ كان حقيقاً أن يقاتل عن نفسه كرماً و حفاظاً، ثم أهوى بكلبتيه على عنق العلجوم، فعصره فمات؛ و تخلص السرطان إلى جماعة السمك فأخبرهن بذلك. 
  و إنما ضربت لك هذا المثل لتعلم أن بعض الحيلة مهلكة للمحتال و لكني أدلك على أمرٍ، إن أنت قدرت عليه، كان فيه هلاك الأسود من غير أن تهلك به نفسك، و تكون فيه سلامتك. 
  قال الغراب و ما ذاك؟ 
  قال ابن آوى: تنطلق فتبصر في طيرانك: لعلك أن تظفر بشيءٍ من حلي النساء فتخطفه؛ و لا تزال طائراً واقعاً، بحيث لا تفوت العيون، حتى تأتي جحر الأسود فترمي بالحلي عنده. فإذا رأى الناس ذلك أخذوا حليهم و أراحوك من الأسود. 
   فانطلق الغراب محلقا في السماء؛ فوجد امرأةً من بنات العظماء فوق سطح تغتسل؛ و قد وضعت ثيابها و حليها ناحيةً؛ فانقض و اختطف من حليها عقداً، و طار به، فتبعه الناس؛ و لم يزل طائراً واقعاً، بحيث يراه كل أحدٍ؛ حتى انتهى الأمر إلى جحر الأسود؛ فألقى العقد عليه، و الناس ينظرون إليه. فلما أتوه أخذوا العقد و قتلوا الأسود. و إنما ضربت لك هذا المثل لتعلم أن الحيلة تجزئ مالا تجزئ القوة. 

     💎 من كتاب كليلة و دمنة 
   لإبن المقفع 💎
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3422
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى