قال لي

[جاروط]

قال لي: ( خاطرة )
  ـــــــــــــــ 
  كنت مشغولا ببعض الأعمال بالمنزل، و بعد صلاة الظهر جاءني خاطر بالسفر، فقلت لأهل بيتي: 
  عندي نية السفر الآن. 
  قالت لي أمي: إن شاء الله خير ؟ 
  قلت لها: خير. 
  قالت لي: لكن النهار رووح! 
  قلت لها: لو ما لقيت بصات برجع. 
  قالت لي: ربنا يعدل عليك 
   دخلت غرفتي، أخذت أشيائي، وصلت موقف المواصلات فإذا هتف بي الركيب: 
 أرح يا زول، و الله أنت محظوظ كيف؟ عندنا آخر مقعد صاحبه تخلف . 
   وصلت بيت خالتي فإذا بإبني خالي و خالتي قد حضرا قبلي بثواني، ابن خالتي من الأبيض، و ابن خالي من بورتسودان. كل واحد فينا حضر بنفس الطريقة من غير مقدمات. 
  بعد خمس دقائق تقريبا قالت لنا خالتي: 
  مستغربين الجابكم شنو؟ انا الجبتكم. عايزاكم تودوني بيتي . و قبل أن يسألها أحدنا، أشارات إلينا بالصمت حتى تنتهي من حديثها، و كان حديثا قصيرا جدا. أبقوا عشرة على أخواتكم. و السلام عليكم. 
  لم تمهلنا حتى لأي استفسار، إذ نطقت بالشهادة، و ودعتنا الوداع الأخير. 
  فسبحان الله كنا الثلاثة الوحيدين من محارمها فأنزلناه في بيتها، عليها رحمة الله و رضوانه. 

  # جاروط 
  أمدرمان 
  ٩ / ١ / ٢٠٢١