منتدى حبيبتى الاميرة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول
وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 980591



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى حبيبتى الاميرة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول
وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 980591

منتدى حبيبتى الاميرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير ابن كثير ( متجدد )

صفحة 23 من اصل 26 الصفحة السابقة  1 ... 13 ... 22, 23, 24, 25, 26  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الإثنين نوفمبر 20, 2023 9:20 pm

تفسير ابن كثير 
  @@@@@@@@ 


  ( فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ) [الواقعة : 28]
  ( في سدر مخضود ) .
   قال ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، وأبو الأحوص ، وقسامة بن زهير ، والسفر بن نسير ، والحسن ، وقتادة ، وعبد الله بن كثير ، والسدي ، وأبو حرزة ، وغيرهم : هو الذي لا شوك فيه .
   وعن ابن عباس : هو الموقر بالثمر . وهو رواية عن عكرمة ، ومجاهد ، وكذا قال قتادة أيضا : كنا نحدث أنه الموقر الذي لا شوك فيه .


  والظاهر أن المراد هذا وهذا فإن سدر الدنيا كثير الشوك قليل الثمر ، وفي الآخرة على عكس من هذا لا شوك فيه ، وفيه الثمر الكثير الذي قد أثقل أصله ، كما قال الحافظ أبو بكر بن سلمان النجاد .
  حدثنا محمد بن محمد هو البغوي ، حدثني حمزة بن عباس ، حدثنا عبد الله بن عثمان ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا صفوان بن عمرو ، عن سليم بن عامر ، قال : 
  كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون : إن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم ; قال : أقبل أعرابي يوما فقال : يا رسول الله ، ذكر الله في الجنة شجرة تؤذي صاحبها ؟ 
  فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " وما هي ؟ " .
   قال : السدر ، فإن له شوكا موذيا.  
  فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أليس الله يقول : ( في سدر مخضود ) ، خضد الله شوكه ، فجعل مكان كل شوكة ثمرة ، فإنها لتنبت ثمرا تفتق الثمرة منها عن اثنين وسبعين لونا من طعام ، ما فيها لون يشبه الآخر " .


  طريق أخرى : 
  قال أبو بكر بن أبي داود : 
  حدثنا محمد بن المصفى ، حدثنا محمد بن المبارك ، حدثنا يحيى بن حمزة ، حدثني ثور بن يزيد ، حدثني حبيب بن عبيد ، عن عتبة بن عبد السلمي قال :
   كنت جالسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أعرابي فقال : يا رسول الله ، أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكا منها ؟ يعني : الطلح. 
   فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصوة التيس الملبود ، فيها سبعون لونا من الطعام ، لا يشبه لون آخر " .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الأربعاء نوفمبر 22, 2023 12:35 am

تفسير ابن كثير 
    @@@@@@@@@ 


    ( وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ) [الواقعة : 29]
  وقوله : ( وطلح منضود ) : الطلح : شجر عظام يكون بأرض الحجاز ، من شجر العضاة ، واحدته طلحة ، وهو شجر كثير الشوك ، وأنشد ابن جرير لبعض الحداة :


  بشرها دليلها وقالا غدا ترين الطلح والجبالا


  وقال مجاهد : ( منضود ) أي : متراكم الثمر ، يذكر بذلك قريشا ; لأنهم كانوا يعجبون من وج ، وظلاله من طلح وسدر .


  وقال السدي : ( منضود ) : مصفوف .
   قال ابن عباس : يشبه طلح الدنيا ، ولكن له ثمر أحلى من العسل .


   قال الجوهري : والطلح لغة في الطلع .


  قلت :
   وقد روى ابن أبي حاتم من حديث الحسن بن سعد ، عن شيخ من همدان قال : 
  سمعت عليا يقول : 
   هذا الحرف في ( وطلح منضود ) 
  قال : طلع منضود ، فعلى هذا يكون هذا من صفة السدر ، فكأنه وصفه بأنه مخضود وهو الذي لا شوك له ، وأن طلعه منضود ، وهو كثرة ثمره ، والله أعلم .


  وقال ابن أبي حاتم : 
  حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو معاوية ، عن إدريس ، عن جعفر بن إياس ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد : ( وطلح منضود ) قال : الموز . 
  قال : وروي عن ابن عباس ، وأبي هريرة ، والحسن ، وعكرمة ، وقسامة بن زهير ، وقتادة ، وأبي حزرة ، مثل ذلك ، وبه قال مجاهد وابن زيد - وزاد فقال : أهل اليمن يسمون الموز الطلح . ولم يحك ابن جرير غير هذا القول .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الأربعاء نوفمبر 22, 2023 11:33 pm

تفسير ابن كثير 
    @@@@@@@ 


  ( وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ) [الواقعة : 30]
  وقوله : 
  ( وظل ممدود ) : 
  قال البخاري : 
 حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة - يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
   " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، اقرءوا إن شئتم : ( وظل ممدود ) .
   ورواه مسلم من حديث الأعرج ، به .


  وقال الإمام أحمد : 
   حدثنا سريج ، حدثنا فليح ، عن هلال بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : 
  " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، اقرءوا إن شئتم : ( وظل ممدود ) .
  وكذا رواه البخاري ، عن محمد بن سنان ، عن فليح به.
   وكذا رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة . 
  وكذا رواه حماد بن سلمة ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، والليث بن سعد ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، وعوف ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة [ به ] .


  وقال الإمام أحمد :
   حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا حدثنا شعبة ، سمعت أبا الضحاك يحدث عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
   " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين ، أو مائة سنة ، هي شجرة الخلد " .


  وقال ابن أبي حاتم :
   حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا يزيد بن هارون ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله قال : 
   " في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها ، واقرءوا إن شئتم : ( وظل ممدود ) .
  إسناده جيد ، ولم يخرجوه .
   وهكذا رواه ابن جرير ، عن أبي كريب ، عن عبدة وعبد الرحيم ، عن محمد بن عمرو ، به . وقد رواه الترمذي ، من حديث عبد الرحيم بن سليمان ، به .


  وقال ابن جرير : 
  حدثنا ابن حميد ، حدثنا مهران ، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن زياد - مولى بني مخزوم - عن أبي هريرة قال :
   إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، اقرءوا إن شئتم : ( وظل ممدود ) . 
  فبلغ ذلك كعبا فقال : صدق ، والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمد ، لو أن رجلا ركب حقة أو جذعة ، ثم دار حول تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرما ، إن الله غرسها بيده ونفخ فيها من روحه ، وإن أفنانها لمن وراء سور الجنة ، وما في الجنة نهر إلا وهو يخرج من أصل تلك الشجرة .


  وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : 
  حدثنا محمد بن منهال الضرير ، حدثنا يزيد بن زريع ، عن سعد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قول الله عز وجل : ( وظل ممدود ) ، قال : 
  " في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها " .
  وكذا رواه البخاري ، عن روح بن عبد المؤمن ، عن يزيد بن زريع. 
   وهكذا رواه أبو داود الطيالسي ، عن عمران بن داور القطان ، عن قتادة به . 
   وكذا رواه معمر ، وأبو هلال ، عن قتادة ، به . وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد وسهل بن سعد ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : 
   " إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها " .
  فهذا حديث ثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل متواتر مقطوع بصحته عند أئمة الحديث النقاد ، لتعدد طرقه ، وقوة أسانيده ، وثقة رجاله .


  وقد قال الإمام أبو جعفر بن جرير : 
  حدثنا أبو كريب ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا أبو حصين قال :
   كنا على باب في موضع ، ومعنا أبو صالح وشقيق - يعني : الضبي - فحدث أبو صالح قال : حدثني أبو هريرة قال :
   إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما .
   قال أبو صالح : أتكذب أبا هريرة ؟
  قال : ما أكذب أبا هريرة ، ولكني أكذبك أنت . فشق ذلك على القراء يومئذ .


  قلت : فقد أبطل من يكذب بهذا الحديث ، مع ثبوته وصحته ورفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .


  وقال الترمذي : 
  حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا زياد بن الحسن بن الفرات القزاز ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : 
  " ما في الجنة شجرة إلا ساقها من ذهب " . 
  ثم قال : حسن غريب .


  وقال ابن أبي حاتم : 
  حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، حدثنا أبو عامر العقدي ، عن زمعة بن صالح ، عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :
   الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها قدر ما يسير الراكب في نواحيها مائة عام . 
  قال : فيخرج إليها أهل الجنة ; أهل الغرف وغيرهم ، فيتحدثون في ظلها .
   قال : فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا ، فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا .
   هذا أثر غريب وإسناده جيد قوي حسن .


  وقال ابن أبي حاتم : 
  حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن يمان ، حدثنا سفيان ، حدثنا أبو إسحاق ، عن عمرو بن ميمون في قوله : 
  ( وظل ممدود ) قال : سبعون ألف سنة .
   وكذا رواه ابن جرير ، عن بندار ، عن ابن مهدي ، عن سفيان ، مثله . ثم قال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون : ( وظل ممدود ) قال : خمسمائة ألف سنة .


  وقال ابن أبي حاتم : 
  حدثنا أبي ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا حصين بن نافع ، عن الحسن في قول الله تعالى : 
  ( وظل ممدود ) قال : في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها .


  وقال عوف عن الحسن : 
   بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها " . رواه ابن جرير .


  وقال شبيب عن عكرمة ، عن ابن عباس : 
  في الجنة شجر لا يحمل ، يستظل به . رواه ابن أبي حاتم .


  وقال الضحاك ، والسدي ، وأبو حرزة في قوله : 
  ( وظل ممدود ) لا ينقطع ، ليس فيها شمس ولا حر ، مثل قبل طلوع الفجر .


  وقال ابن مسعود : الجنة سجسج ، كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس .


  وقد تقدمت الآيات كقوله :
   ( وندخلهم ظلا ظليلا ) [ النساء : 57 ]. 
   وقوله : ( أكلها دائم وظلها ) [ الرعد : 35 ]. 
   وقوله : ( في ظلال وعيون ) [ المرسلات : 41 ]. 
  إلى غير ذلك من الآيات .


@@@@@@ 


( وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ) [الواقعة : 31]
  وقوله : ( وماء مسكوب ) 
  قال الثوري : [ يعني ] يجري في غير أخدود .


  وقد تقدم الكلام عند تفسير قوله تعالى :
   ( فيها أنهار من ماء غير آسن ) الآية [ محمد : 15 ] ، بما أغنى عن إعادته هاهنا .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الخميس نوفمبر 23, 2023 11:18 pm

تفسير ابن كثير 
  @@@@@@@@@ 
  
  ( وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ) [الواقعة : 32]
  وقوله : ( وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ) أي : وعندهم من الفواكه الكثيرة المتنوعة في الألوان ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ) [ البقرة : 25 ] أي : يشبه الشكل الشكل ، ولكن الطعم غير الطعم .
   وفي الصحيحين في ذكر سدرة المنتهى قال : 
  " فإذا ورقها كآذان الفيلة ونبقها مثل قلال هجر " .


  وفيهما أيضا من حديث مالك ، عن زيد ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عباس قال :
   خسفت الشمس ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه ، فذكر الصلاة . 
  وفيه : قالوا : يا رسول الله ، رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ، ثم رأيناك تكعكعت . 
  قال : " إني رأيت الجنة ، فتناولت منها عنقودا ، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا " .


  وقال الحافظ أبو يعلى : 
  حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا عبيد الله ، حدثنا ابن عقيل ، عن جابر قال : 
  بينا نحن في صلاة الظهر ، إذ تقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقدمنا معه ، ثم تناول شيئا ليأخذه ثم تأخر ، فلما قضى الصلاة قال له أبي بن كعب : 
 يا رسول الله ، صنعت اليوم في الصلاة شيئا ما كنت تصنعه ؟
   قال : " إنه عرضت علي الجنة ، وما فيها من الزهرة والنضرة ، فتناولت منها قطفا من عنب لآتيكم به ، فحيل بيني وبينه ، ولو أتيتكم به لأكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه " .


  وروى مسلم ، من حديث أبي الزبير ، عن جابر ، نحوه .


  وقال الإمام أحمد : 
   حدثنا علي بن بحر ، حدثنا هشام بن يوسف ، أخبرنا معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عامر بن زيد البكالي : أنه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول : 
  جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الحوض وذكر الجنة ، ثم قال الأعرابي : فيها فاكهة ؟ 
  قال : " نعم ، وفيها شجرة تدعى طوبى " فذكر شيئا لا أدري ما هو.
   قال : أي شجر أرضنا تشبه ؟
   قال : " ليست تشبه شيئا من شجر أرضك " . 
  فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أتيت الشام ؟ "
   قال : لا . 
  قال : " تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة ، تنبت على ساق واحد ، وينفرش أعلاها " .
   قال : ما عظم أصلها ؟ 
  قال : " لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحاطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما " . 
  قال : فيها عنب ؟ 
  قال : " نعم " . 
  قال : فما عظم العنقود ؟ 
  قال : " مسيرة شهر للغراب الأبقع ، ولا يفتر " .
   قال : فما عظم الحبة ؟
   قال : " هل ذبح أبوك تيسا من غنمه قط عظيما ؟ "
   قال : نعم .
   قال : " فسلخ إهابه فأعطاه أمك ، فقال : اتخذي لنا منه دلوا ؟ " 
  قال : نعم . 
  قال الأعرابي : فإن تلك الحبة لتشبعني وأهل بيتي ؟
   قال : " نعم وعامة عشيرتك " .


   @@@@@@@@ 


  ( لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ) [الواقعة : 33]
  وقوله : ( لا مقطوعة ولا ممنوعة ) أي : لا تنقطع شتاء ولا صيفا ، بل أكلها دائم مستمر أبدا ، مهما طلبوا وجدوا ، لا يمتنع عليهم بقدرة الله شيء .


  قال قتادة :
   لا يمنعهم من تناولها عود ولا شوك ولا بعد . 
  وقد تقدم في الحديث : 
  " إذا تناول الرجل الثمرة عادت مكانها أخرى " .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الخميس نوفمبر 23, 2023 11:19 pm

تفسير ابن كثير 
   @@@@@@@@ 


  ( وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ) [الواقعة : 34]
  وقوله : ( وفرش مرفوعة ) أي : عالية وطيئة ناعمة .


  قال النسائي وأبو عيسى الترمذي :
   حدثنا أبو كريب ، حدثنا رشدين بن سعد ، عن عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( وفرش مرفوعة ) قال : 
   " ارتفاعها كما بين السماء والأرض ، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام " .
  ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه ، إلا من حديث رشدين بن سعد .
   قال : وقال بعض أهل العلم : معنى هذا الحديث : ارتفاع الفرش في الدرجات ، وبعد ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض .
  هكذا قال : إنه لا يعرف هذا إلا من رواية رشدين بن سعد ، وهو المصري ، وهو ضعيف .
   وهكذا رواه أبو جعفر بن جرير ، عن أبي كريب ، عن رشدين . ثم رواه هو وابن أبي حاتم ، كلاهما عن يونس بن عبد الأعلى ، عن ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، فذكره .
  وكذا رواه ابن أبي حاتم أيضا عن نعيم بن حماد ، عن ابن وهب . 
  وأخرجه الضياء في صفة الجنة من حديث حرملة عن بن وهب ، به مثله .
   ورواه الإمام أحمد عن حسن بن موسى ، عن ابن لهيعة ، حدثنا دراج ، فذكره .


  وقال ابن أبي حاتم :
   حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو معاوية ، عن جويبر ، عن أبي سهل - يعني : كثير بن زياد - عن الحسن : : 
  ( وفرش مرفوعة ) قال : ارتفاع فراش الرجل من أهل الجنة مسيرة ثمانين سنة .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الأحد نوفمبر 26, 2023 6:45 am

تفسير ابن كثير 
    @@@@@@@@ 


( لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ) [الواقعة : 38]
  وقوله : ( لأصحاب اليمين ) أي : خلقنا لأصحاب اليمين ، أو : ادخرن لأصحاب اليمين ، أو : زوجن لأصحاب اليمين . والأظهر أنه متعلق بقوله : ( إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ) فتقديره : أنشأناهن لأصحاب اليمين . وهذا توجيه ابن جرير .


  روي عن أبي سليمان الداراني - رحمه الله - قال : 
  صليت ليلة ، ثم جلست أدعو ، وكان البرد شديدا ، فجعلت أدعو بيد واحدة ، فأخذتني عيني فنمت ، فرأيت حوراء لم ير مثلها وهي تقول :
   يا أبا سليمان ، أتدعو بيد واحدة وأنا أغذى لك في النعيم من خمسمائة سنة !


  قلت : ويحتمل أن يكون قوله : ( لأصحاب اليمين ) متعلقا بما قبله ، وهو قوله : ( أترابا لأصحاب اليمين ) أي : في أسنانهم . كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ، من حديث جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، قال : 
  قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
   " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ولا يتمخطون ، أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة ، وأزواجهم الحور العين ، أخلاقهم على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ، ستون ذراعا في السماء " .


 وقال الإمام أحمد : 
  حدثنا يزيد بن هارون وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة - وروى الطبراني ، واللفظ له من حديث حماد بن سلمة - عن علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : 
   " يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين ، أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين ، وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع " .


  وروى الترمذي من حديث أبي داود الطيالسي ، عن عمران القطان ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن معاذ بن جبل ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : 
  " يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاثين ، أو ثلاث وثلاثين سنة " . 
    ثم قال : حسن غريب


  وقال ابن وهب : 
  أخبرنا عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد قال :
   قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : 
   " من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير ، يردون بني ثلاث وثلاثين في الجنة ، لا يزيدون عليها أبدا ، وكذلك أهل النار " .


  ورواه الترمذي عن سويد بن نصر ، عن ابن المبارك ، عن رشدين بن سعد ، عن عمرو بن الحارث ، به


  وقال أبو بكر بن أبي الدنيا :
   حدثنا القاسم بن هاشم ، حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا رواد بن الجراح العسقلاني ، حدثنا الأوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، عن أنس قال :
   قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : 
  " يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك ! على حسن يوسف ، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة ، وعلى لسان محمد ، جرد مرد مكحلون " .


  وقال أبو بكر بن أبي داود : 
   حدثنا محمود بن خالد وعباس بن الوليد قالا : " حدثنا عمر عن الأوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : 
   " يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد ثلاث وثلاثين ، جردا مردا مكحلين ، ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها ، لا تبلى ثيابهم ، ولا يفنى شبابهم " .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الأحد نوفمبر 26, 2023 9:58 pm

تفسير ابن كثير 
  @@@@@@@@@ 


  ( ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ) [الواقعة : 39]
   ( وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ) [الواقعة : 40] 
  وقوله : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) أي : جماعة من الأولين وجماعة من الآخرين .


   وقال ابن أبي حاتم : 
   حدثنا المنذر بن شاذان ، حدثنا محمد بن بكار ، حدثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، عن عبد الله بن مسعود - قال : 
  وكان بعضهم يأخذ عن بعض - قال :
   أكرينا ذات ليلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم غدونا عليه ، فقال :
   " عرضت علي الأنبياء وأتباعها بأممها ، فيمر علي النبي ، والنبي في العصابة ، والنبي في الثلاثة ، والنبي ليس معه أحد - وتلا قتادة هذه الآية : 
  ( أليس منكم رجل رشيد ) [ هود : 78 ] - 
  قال : حتى مر علي موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل " . 
  قال : " قلت : ربي من هذا ؟ 
  قال : هذا أخوك موسى بن عمران ومن معه من بني إسرائيل " .
   قال : " قلت : رب فأين أمتي ؟
   قال : انظر عن يمينك في الظراب . 
  قال : " فإذا وجوه الرجال " .
   قال : " قال : أرضيت ؟ " 
  قال : قلت : " قد رضيت ، رب " . 
  قال : انظر إلى الأفق عن يسارك فإذا وجوه الرجال .
   قال : أرضيت ؟
   قلت : " رضيت ، رب " .
   قال : فإن مع هؤلاء سبعين ألفا ، يدخلون الجنة بغير حساب " . 


  قال : وأنشأ عكاشة بن محصن من بني أسد - قال سعيد : وكان بدريا - قال : يا نبي الله ، ادع الله أن يجعلني منهم .
   قال : فقال : " اللهم اجعله منهم " . 
  قال : أنشأ رجل آخر ، قال : يا نبي الله ، ادع الله أن يجعلني منهم .
   فقال : " سبقك بها عكاشة " 
  قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فإن استطعتم - فداكم أبي وأمي - أن تكونوا من أصحاب السبعين فافعلوا وإلا فكونوا من أصحاب الظراب ، وإلا فكونوا من أصحاب الأفق ، فإني قد رأيت ناسا كثيرا قد تأشبوا حوله " .
   ثم قال : " إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة " . 
  فكبرنا ، ثم قال : " إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة " .
  قال : فكبرنا ، قال : " إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة " .
   قال : فكبرنا . 
  ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين )
   قال : فقلنا بيننا : من هؤلاء السبعون ألفا ؟ 
  فقلنا : هم الذين ولدوا في الإسلام ، ولم يشركوا . 
  قال : فبلغه ذلك فقال : 
  " بل هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون " .
  وكذا رواه ابن جرير من طريقين آخرين عن قتادة ، به نحوه .
   وهذا الحديث له طرق كثيرة من غير هذا الوجه في الصحاح وغيرها .


  وقال ابن جرير : 
  حدثنا ابن حميد ، حدثنا مهران ، حدثنا سفيان ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : 
  ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) 
  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هما جميعا من أمتي " .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الأربعاء نوفمبر 29, 2023 2:44 am

تفسير ابن كثير
      @@@@@@@ 


  ( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ) [الواقعة : 41]
  لما ذكر تعالى حال أصحاب اليمين عطف عليهم بذكر أصحاب الشمال فقال "وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال" أي شيء هم فيه أصحاب الشمال؟.
  ( فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ) [الواقعة : 42]
ثم فسر ذلك فقال "في سموم" وهو الهواء الحار "وحميم" وهو الماء الحار.  


   ( وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ) [الواقعة : 43]
  ( وظل من يحموم ) قال ابن عباس :
   ظل الدخان .
   وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وأبو صالح ، وقتادة ، والسدي ، وغيرهم .
   وهذه كقوله تعالى : ( انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر ويل يومئذ للمكذبين ) [ المرسلات : 29 ، 34 ].
   ولهذا قال هاهنا : ( وظل من يحموم ) وهو الدخان الأسود.  


   ( لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ) [الواقعة : 44]
  ( لا بارد ولا كريم ) أي : ليس طيب الهبوب ولا حسن المنظر ، كما قال الحسن وقتادة :
  ( ولا كريم ) أي : ولا كريم المنظر . 
  وقال الضحاك : كل شراب ليس بعذب فليس بكريم .
    وقال ابن جرير : 
   العرب تتبع هذه اللفظة في النفي ، فيقولون : 
  " هذا الطعام ليس بطيب ولا كريم ، هذا اللحم ليس بسمين ولا كريم ، وهذه الدار ليست بنظيفة ولا كريمة " .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت ديسمبر 16, 2023 3:19 pm

تفسير ابن كثير
     @@@@@@@@ 


  ( هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ) [الواقعة : 56]
  ثم قال تعالى : ( هذا نزلهم يوم الدين ) أي : هذا الذي وصفنا هو ضيافتهم عند ربهم يوم حسابهم ، كما قال في حق المؤمنين : 
   ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ) [ الكهف : 107 ] أي : ضيافة وكرامة .


    @@@@@@@@@ 


  ( نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ) [الواقعة : 57]
   يقول تعالى مقررا للمعاد ، وردا على المكذبين به من أهل الزيغ والإلحاد ، من الذين قالوا : 
   ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون ) [ الصافات : 16 ]. 
   وقولهم ذلك صدر منهم على وجه التكذيب والاستبعاد ، فقال : ( نحن خلقناكم ) أي : نحن ابتدأنا خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا ، أفليس الذي قدر على البداءة بقادر على الإعادة بطريق الأولى والأحرى ; فلهذا قال :
   ( فلولا تصدقون ) أي : فهلا تصدقون بالبعث ! ثم قال مستدلا عليهم بقوله :
   ( أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ) [الواقعة : 58] 
  ( أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ) [الواقعة : 59]


  ( أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ) أي : أنتم تقرونه في الأرحام وتخلقونه فيها ، أم الله الخالق لذلك ؟ 


  ( نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) [الواقعة : 60]
  ثم قال : ( نحن قدرنا بينكم الموت ) أي : صرفناه بينكم .


  وقال الضحاك : ساوى فيه بين أهل السماء والأرض .


  ( وما نحن بمسبوقين ) أي : وما نحن بعاجزين .


  ( عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ) [الواقعة : 61]
  ( على أن نبدل أمثالكم ) أي : نغير خلقكم يوم القيامة. 
   ( وننشئكم في ما لا تعلمون ) أي : من الصفات والأحوال .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت ديسمبر 16, 2023 3:20 pm

تفسير ابن كثير 
   @@@@@@@@ 


  ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ) [الواقعة : 62]
  ثم قال : ( ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون ) أي : قد علمتم أن الله أنشأكم بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا ، فخلقكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ، فهلا تتذكرون وتعرفون أن الذي قدر على هذه النشأة - وهي البداءة - قادر على النشأة الأخرى ، وهي الإعادة بطريق الأولى والأحرى ، وكما قال : 
  ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) [ الروم : 27 ].  
  وقال : ( أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ) [ مريم : 67 ]. 
  وقال : ( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) [ يس : 77 - 79 ]. 
  وقال تعالى : ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) ؟ [ القيامة : 36 - 40 ] .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الإثنين ديسمبر 18, 2023 10:53 am

تفسير ابن كثير 
    @@@@@@@@ 


  ( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ) [الواقعة : 68]
  ( أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ) [الواقعة : 69]
  
  ثم قال تعالى : ( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن ) يعني : السحاب . قاله ابن عباس ، ومجاهد وغير واحد . 
  ( أم نحن المنزلون ) يقول : بل نحن المنزلون


  
  ( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ) [الواقعة : 70]
   ( لو نشاء جعلناه أجاجا ) أي : زعاقا مرا لا يصلح لشرب ولا زرع. 
   ( فلولا تشكرون ) أي : فهلا تشكرون نعمة الله عليكم في إنزاله المطر عليكم عذبا زلالا ! 
  ( لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ) [ النحل : 10 ، 11 ] .


  وقال ابن أبي حاتم : 
  حدثنا أبي ، حدثنا عثمان بن سعيد بن مرة ، حدثنا فضيل بن مرزوق ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه إذا شرب الماء قال :
   " الحمد لله الذي سقانا عذبا فراتا برحمته ، ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا " .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 5:47 am

تفسير ابن كثير
   @@@@@@@@ 


  ( أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ) [الواقعة : 71]


  قال "أفرأيتم النار التي تورون" أي تقدحون من الزناد وتستخرجونها من أصلها.


   ( أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ) [الواقعة : 72]
  "أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون" أي بل نحن الذين جعلناها مودعة في موضعها. 
  وللعرب شجرتان "إحداهما" المرخ "والأخـرى" العفار إذا أخذ منهما غصنان أخضران فحك أحدهما بالآخر تناثر من بينهما شرر النار


  ( نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ) [الواقعة : 73]
  وقوله : ( نحن جعلناها تذكرة ) قال مجاهد ، وقتادة : أي تذكر النار الكبرى .


  قال قتادة : ذكر لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : 
  " يا قوم ، ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " . 
  قالوا : يا رسول الله إن كانت لكافية ! 
  قال : " قد ضربت بالماء ضربتين - أو : مرتين - حتى يستنفع بها بنو آدم ويدنوا منها " .
  وهذا الذي أرسله قتادة رواه الإمام أحمد في مسنده ، فقال :
  حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : 
   " إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، وضربت بالبحر مرتين ، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد " .


  وقال الإمام مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : 
  " نار بني آدم التي يوقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " .
   فقالوا : يا رسول الله إن كانت لكافية. 
  فقال : " إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا " .


  رواه البخاري من حديث مالك ، ومسلم من حديث أبي الزناد ، ورواه مسلم من حديث عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة به . وفي لفظ : 
  " والذي نفسي بيده لقد فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها " .


  وقال أبو القاسم الطبراني : 
  حدثنا أحمد بن عمرو الخلال ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا معن بن عيسى القزاز ، عن مالك ، عن عمه أبي السهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : 
  قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أتدرون ما مثل ناركم هذه من نار جهنم ؟ لهي أشد سوادا من [ دخان ] ناركم هذه بسبعين ضعفا " .


  قال الضياء المقدسي :
   وقد رواه ابن مصعب عن مالك ، ولم يرفعه ، وهو عندي على شرط الصحيح .


  وقوله : ( ومتاعا للمقوين ) قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، والنضر بن عربي : معنى ( للمقوين ) المسافرين ، واختاره ابن جرير ، وقال : ومنه قولهم :
   " أقوت الدار إذا رحل أهلها " .


  وقال غيره : القي والقواء : القفر الخالي البعيد من العمران .


  وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : المقوي هنا الجائع .


  وقال ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد : ( ومتاعا للمقوين ) للحاضر والمسافر ، لكل طعام لا يصلحه إلا النار . 
  وكذا روى سفيان ، عن جابر الجعفي ، عن مجاهد .


  وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( للمقوين ) المستمتعين الناس أجمعين . 
  وكذا ذكر عن عكرمة .


  وهذا التفسير أعم من غيره ، فإن الحاضر والبادي من غني وفقير الكل محتاجون للطبخ والاصطلاء والإضاءة وغير ذلك من المنافع . ثم من لطف الله تعالى أن أودعها في الأحجار ، وخالص الحديد بحيث يتمكن المسافر من حمل ذلك في متاعه وبين ثيابه ، فإذا احتاج إلى ذلك في منزله أخرج زنده وأورى ، وأوقد ناره فأطبخ بها واصطلى ، واشتوى واستأنس بها ، وانتفع بها سائر الانتفاعات . فلهذا أفرد المسافرون وإن كان ذلك عاما في حق الناس كلهم .   
  وقد يستدل له بما رواه الإمام أحمد وأبو داود من حديث أبي خداش حبان بن زيد الشرعبي الشامي ، عن رجل من المهاجرين من قرن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
   " المسلمون شركاء في ثلاثة : النار والكلأ والماء " .


  وروى ابن ماجه بإسناد جيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : 
  " ثلاث لا يمنعن : الماء والكلأ والنار " .


  وله من حديث ابن عباس مرفوعا مثل هذا وزيادة وثمنه ولكن في إسناده عبدالله بن خراش بن حوشب وهو ضعيف والله أعلم.
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 5:49 am

تفسير ابن كثير
  @@@@@@@ 


  ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) [الواقعة : 74]
  وقوله : ( فسبح باسم ربك العظيم ) أي : الذي بقدرته خلق هذه الأشياء المختلفة المتضادة الماء العذب الزلال البارد ، ولو شاء لجعله ملحا أجاجا كالبحار المغرقة . وخلق النار المحرقة ، وجعل ذلك مصلحة للعباد ، وجعل هذه منفعة لهم في معاش دنياهم ، وزاجرا لهم في المعاد .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 5:50 am

تفسير ابن كثير 
  @@@@@@@@ 


  ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) [الواقعة : 75]
  قال جويبر ، عن الضحاك : إن الله لا يقسم بشيء من خلقه ، ولكنه استفتاح يستفتح به كلامه .
  وهذا القول ضعيف . 
  والذي عليه الجمهور أنه قسم من الله عز وجل ، يقسم بما شاء من خلقه ، وهو دليل على عظمته . 
  ثم قال بعض المفسرين : 
  " لا " هاهنا زائدة ، وتقديره : أقسم بمواقع النجوم . ورواه ابن جرير ، عن سعيد بن جبير . 
  ويكون جوابه : ( إنه لقرآن كريم ) .


  وقال آخرون : 
  ليست " لا " زائدة لا معنى لها ، بل يؤتى بها في أول القسم إذا كان مقسما به على منفي ، كقول عائشة رضي الله عنها : 
  " لا والله ما مست يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يد امرأة قط " 
  وهكذا هاهنا تقدير الكلام : " لا أقسم بمواقع النجوم ليس الأمر كما زعمتم في القرآن أنه سحر أو كهانة ، بل هو قرآن كريم " .


  وقال ابن جرير : 
   وقال بعض أهل العربية : معنى قوله : ( فلا أقسم ) فليس الأمر كما تقولون ، ثم استأنف القسم بعد : فقيل : أقسم .


  واختلفوا في معنى قوله : ( بمواقع النجوم ) ، فقال حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس يعني : نجوم القرآن ; فإنه نزل جملة ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا ، ثم نزل مفرقا في السنين بعد . ثم قرأ ابن عباس هذه الآية .


  وقال الضحاك عن ابن عباس : نزل القرآن جملة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على محمد - صلى الله عليه وسلم - عشرين سنة ، فهو قوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) نجوم القرآن .


  وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، والسدي ، وأبو حزرة .


  وقال مجاهد أيضا : 
  ( بمواقع النجوم ) في السماء ، ويقال : مطالعها ومشارقها . وكذا قال الحسن ، وقتادة ، وهو اختيار ابن جرير .
   وعن قتادة : مواقعها : منازلها . 
  وعن الحسن أيضا : أن المراد بذلك انتثارها يوم القيامة . 
  وقال الضحاك : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) يعني بذلك : الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا ، قالوا : مطرنا بنوء كذا وكذا .


  ( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) [الواقعة : 76]
  وقوله "وإنه لقسم لو تعلمون عظيم" أي وإن هذا القسم الذي أقسمت به لقسم عظيم لو تعلمون عظمته لعظمتم المقسم به عليه.


  ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) [الواقعة : 77]
  "إنه لقرآن كريم" أي إن هذا القرآن الذي نزل على محمد لكتاب عظيم.


  ( فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ) [الواقعة : 78]
  "في كتاب مكنون" أي معظم في كتاب معظم محفوظ موقر.
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 5:52 am

تفسير ابن كثير 
   @@@@@@@@ 


  ( لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) [الواقعة : 79]
  وقوله : ( وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) أي : وإن هذا القسم الذي أقسمت به لقسم عظيم ، لو تعلمون عظمته لعظمتم المقسم به عليه ، ( إنه لقرآن كريم ) أي :
  إن هذا القرآن الذي نزل على محمد لكتاب عظيم .
   ( في كتاب مكنون ) أي : معظم في كتاب معظم محفوظ موقر .


  قال ابن جرير : 
  حدثني إسماعيل بن موسى ، أخبرنا شريك ، عن حكيم - هو ابن جبير - عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( لا يمسه إلا المطهرون )   
 قال : الكتاب الذي في السماء .


  وقال العوفي ، عن ابن عباس :
   ( [ لا يمسه ] إلا المطهرون ) يعني : الملائكة . وكذا قال أنس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وأبو الشعثاء جابر بن زيد ، وأبو نهيك ، والسدي ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وغيرهم .


  وقال ابن جرير : 
  حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا ابن ثور ، حدثنا معمر ، عن قتادة : 
  ( لا يمسه إلا المطهرون ) 
  قال : لا يمسه عند الله إلا المطهرون ، فأما في الدنيا فإنه يمسه المجوسي النجس ، والمنافق الرجس . 
  وقال : وهي في قراءة ابن مسعود : " ما يمسه إلا المطهرون " . 
  وقال أبو العالية : ( لا يمسه إلا المطهرون ) ليس أنتم أصحاب الذنوب .


  وقال ابن زيد : 
  زعمت كفار قريش أن هذا القرآن تنزلت به الشياطين ، فأخبر الله تعالى أنه لا يمسه إلا المطهرون كما قال : 
 ( وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون ) [ الشعراء : 210 - 212 ] .
  وهذا القول قول جيد ، وهو لا يخرج عن الأقوال التي قبله .


  وقال الفراء : 
  لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به .


  وقال آخرون : ( لا يمسه إلا المطهرون ) أي : من الجنابة والحدث . 
  قالوا : ولفظ الآية خبر ومعناها الطلب.
   قالوا : والمراد بالقرآن - هاهنا - المصحف ، كما روى مسلم ، عن ابن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ، مخافة أن يناله العدو . واحتجوا في ذلك بما رواه الإمام مالك في موطئه ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم :
   أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم : ألا يمس القرآن إلا طاهر . 
   وروى أبو داود في المراسيل من حديث الزهري قال : 
  قرأت في صحيفة عند أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
   " ولا يمس القرآن إلا طاهر " .
  وهذه وجادة جيدة .
   قد قرأها الزهري وغيره ، ومثل هذا ينبغي الأخذ به . 
  وقد أسنده الدارقطني عن عمرو بن حزم ، وعبد الله بن عمر ، وعثمان بن أبي العاص ، وفي إسناد كل منها نظر ، والله أعلم .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 5:53 am

تفسير ابن كثير 
  @@@@@@@ 


  ( تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) [الواقعة : 80]
  وقوله تعالى: "تنزيل من رب العالمين" أي هذا القرآن منزل من الله رب العالمين وليس هو كما يقولون إنه سحر أو كهانة أو شعر بل هو الحق الذي لا مرية فيه وليس وراءه حق نافع.


  ( أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ) [الواقعة : 81]
  وقوله تعالى: "أفبهذا الحديث أنتم مدهنون" قال العوفي عن ابن عباس أي مكذبون غير مصدقين.


  وكذا قال الضحاك وأبو حزرة والسدي وقال مجاهد: "مدهنون" أي تريدون أن تمالئوهم فيه وتركنوا إليهم.
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 5:54 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) [الواقعة : 82]
( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )
قال بعضهم : يعني : وتجعلون رزقكم بمعنى شكركم.
( أنكم تكذبون) ، أي : تكذبون بدل الشكر .

وقد روي عن علي ، وابن عباس أنهما قرآها : " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " كما سيأتي .

وقال ابن جرير :
وقد ذكر عن الهيثم بن عدي : أن من لغة أزد شنوءة : ما رزق فلان بمعنى : ما شكر فلان .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا إسرائيل ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الرحمن ، عن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( وتجعلون رزقكم ) يقول : " شكركم ( أنكم تكذبون )
تقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا ، بنجم كذا وكذا " .
وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن مخول بن إبراهيم النهدي - وابن جرير ، عن محمد بن المثنى ، عن عبيد الله بن موسى ، وعن يعقوب بن إبراهيم ، عن يحيى بن أبي بكير ، ثلاثتهم عن إسرائيل به مرفوعا .
وكذا رواه الترمذي ، عن أحمد بن منيع ، عن حسين بن محمد - وهو المروزي - به ، وقال : " حسن غريب " .
وقد رواه سفيان ، عن عبد الأعلى ، ولم يرفعه .

وقال ابن جرير :
حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
ما مطر قوم قط إلا أصبح بعضهم كافرا يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا .
وقرأ ابن عباس : " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " .
وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس .

وقال مالك في الموطأ ، عن صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن زيد بن خالد الجهني أنه قال :
صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية في أثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس فقال : " هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ "
قالوا : الله ورسوله أعلم .
" قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا . فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب " .
أخرجاه في الصحيحين ، وأبو داود ، والنسائي ، كلهم من حديث مالك به .

وقال مسلم :
حدثنا محمد بن سلمة المرادي ، وعمرو بن سواد ، حدثنا عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث أن أبا يونس حدثه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
" ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين ، ينزل الغيث ، فيقولون : بكوكب كذا وكذا " .
تفرد به مسلم من هذا الوجه .

وقال ابن جرير :
حدثني يونس ، أخبرنا سفيان ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" إن الله ليصبح القوم بالنعمة أو يمسيهم بها فيصبح بها قوم كافرين يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا " .
قال محمد - هو ابن إبراهيم - : فذكرت هذا الحديث لسعيد بن المسيب ، فقال : ونحن قد سمعنا من أبي هريرة ، وقد أخبرني من شهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يستسقي ، فلما استسقى التفت إلى العباس فقال : يا عباس ، يا عم رسول الله ، كم بقي من نوء الثريا ؟
فقال : العلماء يزعمون أنها تعترض في الأفق بعد سقوطها سبعا .
قال : فما مضت سابعة حتى مطروا .
وهذا محمول على السؤال عن الوقت الذي أجرى الله فيه العادة بإنزال المطر ، لا أن ذلك النوء يؤثر بنفسه في نزول المطر ; فإن هذا هو المنهي عن اعتقاده . وقد تقدم شيء من هذه الأحاديث عند قوله :
( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) [ فاطر : 2 ] .

وقال ابن جرير :
حدثني يونس ، أخبرنا سفيان ، عن إسماعيل بن أمية - أحسبه أو غيره - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلا - ومطروا - يقول : مطرنا ببعض عشانين الأسد .
فقال : " كذبت ! بل هو رزق الله " .

ثم قال ابن جرير :
حدثني أبو صالح الصراري ، حدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي ، حدثنا جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" ما مطر قوم من ليلة إلا أصبح قوم بها كافرين " . ثم قال : " ( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ) يقول قائل : مطرنا بنجم كذا وكذا " .

وفي حديث عن أبي سعيد مرفوعا : " لو قحط الناس سبع سنين ثم مطروا لقالوا : مطرنا بنوء المجدح " .

وقال مجاهد :
( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )
قال : قولهم في الأنواء : مطرنا بنوء كذا ، وبنوء كذا ، يقول : قولوا : هو من عند الله ، وهو رزقه ، وهكذا قال الضحاك وغير واحد .

وقال قتادة :
أما الحسن فكان يقول : بئس ما أخذ قوم لأنفسهم لم يرزقوا من كتاب الله إلا التكذيب .
فمعنى قول الحسن هذا : وتجعلون حظكم من كتاب الله أنكم تكذبون به ; ولهذا قال قبله : ( أفبهذا الحديث أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ) .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 6:04 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) [الواقعة : 83]
يقول تعالى : ( فلولا إذا بلغت ) أي : الروح ( الحلقوم ) أي : الحلق ، وذلك حين الاحتضار كما قال :
( كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق ) [ القيامة : 26 ، 30 ]

( وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ) [الواقعة : 84]
ولهذا قال ههنا: "وأنتم حينئذ تنظرون" أي إلى المحتضر وما يكابده من سكرات الموت.

( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ) [الواقعة : 85]
( ونحن أقرب إليه منكم ) أي : بملائكتنا.
( ولكن لا تبصرون ) أي : ولكن لا ترونهم .
كما قال في الآية الأخرى : ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ) [ الأنعام : 61 ، 62 ] .

( فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ) [الواقعة : 86]
( تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [الواقعة : 87]
وقوله : ( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها ) : معناه : فهلا ترجعون هذه النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مكانها الأول ، ومقرها في الجسد إن كنتم غير مدينين .

قال ابن عباس : يعني محاسبين .
وروي عن مجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي ، وأبي حزرة مثله .

وقال سعيد بن جبير ، والحسن البصري : ( فلولا إن كنتم غير مدينين ) غير مصدقين أنكم تدانون وتبعثون وتجزون ، فردوا هذه النفس .

وعن مجاهد : ( غير مدينين ) غير موقنين .

وقال ميمون بن مهران : غير معذبين مقهورين .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 6:05 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ) [الواقعة : 88]
هذه الأحوال الثلاثة هي أحوال الناس عند احتضارهم :
إما أن يكون من المقربين ، أو يكون ممن دونهم من أصحاب اليمين .
وإما أن يكون من المكذبين الضالين عن الهدى ، الجاهلين بأمر الله ; ولهذا قال تعالى : ( فأما إن كان ) أي : المحتضر.
( من المقربين ) ، وهم الذين فعلوا الواجبات والمستحبات ، وتركوا المحرمات والمكروهات وبعض المباحات.

( فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ) [الواقعة : 89]
( فروح وريحان وجنة نعيم ) أي : فلهم روح وريحان ، وتبشرهم الملائكة بذلك عند الموت ، كما تقدم في حديث البراء :
أن ملائكة الرحمة تقول : " أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه ، اخرجي إلى روح وريحان ، ورب غير غضبان " .

قال علي بن طلحة ، عن ابن عباس : ( فروح ) يقول : راحة وريحان ، يقول : مستراحة .
وكذا قال مجاهد : إن الروح : الاستراحة .

وقال أبو حزرة : الراحة من الدنيا .
وقال سعيد بن جبير ، والسدي : الروح : الفرح .
وعن مجاهد : ( فروح وريحان ) : جنة ورخاء .
وقال قتادة : فروح ورحمة .
وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير : ( وريحان ) : ورزق .

وكل هذه الأقوال متقاربة صحيحة ، فإن من مات مقربا حصل له جميع ذلك من الرحمة والراحة والاستراحة ، والفرح والسرور والرزق الحسن ، ( وجنة نعيم ) .

وقال أبو العالية : لا يفارق أحد من المقربين حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة ، فيقبض روحه فيه .

وقال محمد بن كعب :
لا يموت أحد من الناس حتى يعلم أمن أهل الجنة هو أم [ من ] أهل النار ؟

وقد قدمنا أحاديث الاحتضار عند قوله تعالى في سورة إبراهيم : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت [ في الحياة الدنيا وفي الآخرة ] ) [ إبراهيم : 27 ] ، ، ولو كتبت هاهنا لكان حسنا !
ومن جملتها حديث تميم الداري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول :
" يقول الله لملك الموت : انطلق إلى فلان فأتني به ، فإنه قد جربته بالسراء والضراء فوجدته حيث أحب ، ائتني به فلأريحنه.
قال : فينطلق إليه ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة ، معهم أكفان وحنوط من الجنة ، ومعهم ضبائر الريحان ، أصل الريحانة واحد وفي رأسها عشرون لونا ، لكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه ، ومعهم الحرير الأبيض فيه المسك " .

وذكر تمام الحديث بطوله كما تقدم ، وقد وردت أحاديث تتعلق بهذه الآية : قال الإمام أحمد :

حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا هارون ، عن بديل بن ميسرة ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عائشة أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ : " فروح وريحان " برفع الراء .

وكذا رواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي من حديث هارون - وهو ابن موسى الأعور - به ، وقال الترمذي : لا نعرفه إلا من حديثه .

وهذه القراءة هي قراءة يعقوب وحده ، وخالفه الباقون فقرءوا : ( فروح ) بفتح الراء .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل :
أنه سمع درة بنت معاذ تحدث عن أم هانئ : أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضا ؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" تكون النسم طيرا يعلق بالشجر ، حتى إذا كان يوم القيامة دخلت كل نفس في جسدها " .

هذا الحديث فيه بشارة لكل مؤمن ، ومعنى " يعلق " : يأكل ، ويشهد له بالصحة أيضا ما رواه الإمام أحمد ، عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي ، عن الإمام مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه " .
وهذا إسناد عظيم ، ومتن قويم .

وفي الصحيح :
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش " الحديث .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا عفان ، حدثنا همام ، حدثنا عطاء بن السائب قال : كان أول يوم عرفت فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى : رأيت شيخا أبيض الرأس واللحية على حمار ، وهو يتبع جنازة ، فسمعته يقول : حدثني فلان بن فلان ، سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
" من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " .
قال : فأكب القوم يبكون فقال : " ما يبكيكم ؟ "
فقالوا : إنا نكره الموت .
قال : " ليس ذاك ، ولكنه إذا حضر ( فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم ) ، فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله عز وجل ، والله عز وجل للقائه أحب ( وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم [ وتصلية جحيم ] ) فإذا بشر بذلك كره لقاء الله ، والله للقائه أكره .

هكذا رواه الإمام أحمد ، وفي الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - شاهد لمعناه .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 6:07 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@

( وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ) [الواقعة : 92]
( فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ) [الواقعة : 93]
( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) [الواقعة : 94]
وقوله : ( وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم ) أي : وأما إن كان المحتضر من المكذبين بالحق ، الضالين عن الهدى ، ( فنزل ) أي : فضيافة ( من حميم ) وهو المذاب الذي يصهر به ما في بطونهم والجلود ، ( وتصلية جحيم ) أي : وتقرير له في النار التي تغمره من جميع جهاته .

( إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) [الواقعة : 95]
قال تعالى "إن هذا لهو حق اليقين" أي إن هذا الخبر لهو حق اليقين الذي لا مرية فيه ولا محيد لأحد عنه.

( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) [الواقعة : 96]
( فسبح باسم ربك العظيم ) قال أحمد :
حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا موسى بن أيوب الغافقي ، حدثني عمي إياس بن عامر ، عن عقبة بن عامر الجهني قال :
لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فسبح باسم ربك العظيم )
قال : " اجعلوها في ركوعكم "
ولما نزلت : ( سبح اسم ربك الأعلى ) [ الأعلى : 1 ] ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" اجعلوها في سجودكم " .
وكذا رواه أبو داود ، وابن ماجه من حديث عبد الله بن المبارك ، عن موسى بن أيوب به .

وقال روح بن عبادة :
حدثنا حجاج الصواف ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قال :
( سبحان الله العظيم وبحمده) ، غرست له نخلة في الجنة " .
هكذا رواه الترمذي من حديث روح ، ورواه هو والنسائي أيضا من حديث حماد بن سلمة ، من حديث أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال الترمذي : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير .

وقال البخاري في آخر كتابه :
حدثنا أحمد بن إشكاب ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " .
ورواه بقية الجماعة إلا أبا داود ، من حديث محمد بن فضيل ، بإسناده مثله .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 6:07 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

تفسير سورة الرحمن وهي مكية .

( الرَّحْمَٰنُ) [الرحمن : 1]
( عَلَّمَ الْقُرْآنَ) [الرحمن : 2]
( خَلَقَ الْإِنسَانَ) [الرحمن : 3]
( عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن : 4]

قال الإمام أحمد :
حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، عن عاصم ، عن زر ، أن رجلا قال لابن مسعود : كيف تعرف هذا الحرف :
" ماء غير ياسن أو آسن " ؟
فقال : كل القرآن قد قرأت ؟ .
قال : إني لأقرأ المفصل أجمع في ركعة واحدة .
فقال : أهذا كهذ الشعر ، لا أبا لك ؟
قد علمت قرائن النبي - صلى الله عليه وسلم - التي كان يقرن قرينتين قرينتين من أول المفصل ، وكان أول مفصل ابن مسعود : ( الرحمن ) .

وقال أبو عيسى الترمذي :
حدثنا عبد الرحمن بن واقد أبو مسلم ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن زهير بن محمد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال :
خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه فقرأ عليهم سورة " الرحمن " من أولها إلى آخرها ، فسكتوا فقال :
" لقد قرأتها على الجن ليلة الجن ، فكانوا أحسن مردودا منكم ، كنت كلما أتيت على قوله : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) ، قالوا :
لا بشيء من نعمك - ربنا - نكذب ، فلك الحمد " .
ثم قال : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم ، عن زهير بن محمد . ثم حكى عن الإمام أحمد أنه كان لا يعرفه ينكر رواية أهل الشام عن زهير بن محمد هذا .
ورواه الحافظ أبو بكر البزار ، عن عمرو بن مالك ، عن الوليد بن مسلم .
وعن عبد الله بن أحمد بن شبويه ، عن هشام بن عمار ، كلاهما عن الوليد بن مسلم ، به .
ثم قال : لا نعرفه يروى إلا من هذا الوجه .

وقال أبو جعفر بن جرير :
حدثنا محمد بن عباد بن موسى ، وعمرو بن مالك البصري قالا : حدثنا يحيى بن سليم ، عن إسماعيل بن أمية ، عن نافع ، عن ابن عمر:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ سورة " الرحمن " - أو : قرئت عنده - فقال : " ما لي أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم ؟ "
قالوا : وما ذاك يا رسول الله ؟
قال : " ما أتيت على قول الله : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) إلا قالت الجن :
لا بشيء من نعمة ربنا نكذب " .
ورواه الحافظ البزار عن عمرو بن مالك ، به . ثم قال : لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد .

يخبر تعالى عن فضله ورحمته بخلقه : أنه أنزل على عباده القرآن ويسر حفظه وفهمه على من رحمه ، فقال :
( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان ).
قال الحسن : يعني : النطق .
وقال الضحاك ، وقتادة ، وغيرهما :
يعني الخير والشر .
وقول الحسن هاهنا أحسن وأقوى ; لأن السياق في تعليمه تعالى القرآن ، وهو أداء تلاوته ، وإنما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين ، على اختلاف مخارجها وأنواعها .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 6:13 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ) [الرحمن : 10]
وقوله :
( والأرض وضعها للأنام ) أي : كما رفع السماء وضع الأرض ومهدها ، وأرساها بالجبال الراسيات الشامخات ، لتستقر لما على وجهها من الأنام ، وهم الخلائق المختلفة أنواعهم وأشكالهم وألوانهم وألسنتهم ، في سائر أقطارها وأرجائها .
قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد : الأنام : الخلق .

( فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ) [الرحمن : 11]
( فيها فاكهة ) أي : مختلفة الألوان والطعوم والروائح.
( والنخل ذات الأكمام ) أفرده بالذكر لشرفه ونفعه ، رطبا ويابسا .
والأكمام - قال ابن جريج عن ابن عباس : هي أوعية الطلع .
وهكذا قال غير واحد من المفسرين ، وهو الذي يطلع فيه القنو ثم ينشق عن العنقود ، فيكون بسرا ثم رطبا ، ثم ينضج ويتناهى ينعه واستواؤه .

قال ابن أبي حاتم ذكر عن عمرو بن علي الصيرفي :
حدثنا أبو قتيبة ، حدثنا يونس بن الحارث الطائفي ، عن الشعبي قال :
كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب :
أخبرك أن رسلي أتتني من قبلك ، فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليقة لشيء من الخير ، تخرج مثل آذان الحمير ، ثم تشقق مثل اللؤلؤ ، ثم تخضر فتكون مثل الزمرد الأخضر ، ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر ، ثم تينع وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أكل ، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزادا للمسافر ، فإن تكن رسلي صدقتني فلا أرى هذه الشجرة إلا من شجر الجنة .
فكتب إليه عمر بن الخطاب :
من عمر أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم ، إن رسلك قد صدقوك ، هذه الشجرة عندنا ، وهي الشجرة التي أنبتها الله على مريم حين نفست بعيسى ابنها ، فاتق الله ولا تتخذ عيسى إلها من دون الله ، فإن ( مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين ) [ آل عمران : 59 ، 60 ] .

وقيل :
الأكمام رفاتها ، وهو : الليف الذي على عنق النخلة .
وهو قول الحسن وقتادة .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 6:14 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ) [الرحمن : 12]
( والحب ذو العصف والريحان )
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :
( والحب ذو العصف ) يعني : التبن .

وقال العوفي ، عن ابن عباس :
( العصف ) ورق الزرع الأخضر الذي قطع رءوسه ، فهو يسمى العصف إذا يبس .
وكذا قال قتادة ، والضحاك ، وأبو مالك : عصفه : تبنه .

وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وغير واحد : ( والريحان ) يعني : الورق .

وقال الحسن : هو ريحانكم هذا .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( والريحان ) خضر الزرع .

ومعنى هذا - والله أعلم - أن الحب كالقمح والشعير ونحوهما له في حال نباته عصف ، وهو : ما على السنبلة ، وريحان ، وهو : الورق الملتف على ساقها .

وقيل : العصف : الورق أول ما ينبت الزرع بقلا .
والريحان : الورق ، يعني : إذا أدجن وانعقد فيه الحب . كما قال زيد بن عمرو بن نفيل في قصيدته المشهورة .

وقولا له :
من ينبت الحب في الثرى فيصبح منه البقل يهتز رابيا ؟ ويخرج منه حبه في رءوسه ؟

ففي ذاك آيات لمن كان واعيا.

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 13]
وقوله : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) أي : فبأي الآلاء - يا معشر الثقلين ، من الإنس والجن - تكذبان ؟
قاله مجاهد ، وغير واحد .
ويدل عليه السياق بعده ، أي : النعم ظاهرة عليكم وأنتم مغمورون بها ، لا تستطيعون إنكارها ولا جحودها ، فنحن نقول كما قالت الجن المؤمنون :
" اللهم ، ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب ، فلك الحمد " .
وكان ابن عباس يقول :
" لا بأيها يا رب " . أي : لا نكذب بشيء منها .

قال الإمام أحمد :
حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت :
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر ، والمشركون يستمعون ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 6:15 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ) [الرحمن : 14]
يذكر تعالى خلقه الإنسان من صلصال كالفخار.

( وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ) [الرحمن : 15]
( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 16]
وخلقه الجان من مارج من نار ، وهو : طرف لهبها .
قاله الضحاك ، عن ابن عباس . وبه يقول عكرمة ، ومجاهد ، والحسن ، وابن زيد .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( من مارج من نار ) من لهب النار ، من أحسنها .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( من مارج من نار ) من خالص النار .
وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، والضحاك وغيرهم .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم " .
ورواه مسلم ، عن محمد بن رافع ، وعبد بن حميد ، كلاهما عن عبد الرزاق ، به .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 23 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 6:18 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) [الرحمن : 17]

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 18]

( رب المشرقين ورب المغربين ) يعني مشرقي الصيف والشتاء ، ومغربي الصيف والشتاء .
وقال في الآية الأخرى : ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب ) [ المعارج : 40 ] ، وذلك باختلاف مطالع الشمس وتنقلها في كل يوم ، وبروزها منه إلى الناس .
وقال في الآية الأخرى : ( رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ) [ المزمل : 9 ] .
وهذا المراد منه جنس المشارق والمغارب ، ولما كان في اختلاف هذه المشارق والمغارب مصالح للخلق من الجن والإنس.

( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) [الرحمن : 19]
وقوله : ( مرج البحرين يلتقيان ) قال ابن عباس : أي أرسلهما .

وقوله : ( يلتقيان ) قال ابن زيد : أي : منعهما أن يلتقيا ، بما جعل بينهما من البرزخ الحاجز الفاصل بينهما .

والمراد بقوله : ( البحرين ) الملح والحلو ، فالحلو هذه الأنهار السارحة بين الناس .
وقد قدمنا الكلام على ذلك في سورة " الفرقان " عند قوله تعالى : ( وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا ) [ الفرقان : 53 ] .
وقد اختار ابن جرير هاهنا أن المراد بالبحرين : بحر السماء وبحر الأرض ، وهو مروي عن مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعطية وابن أبزى .

قال ابن جرير :
لأن اللؤلؤ يتولد من ماء السماء ، وأصداف بحر الأرض . وهذا وإن كان هكذا ، ليس المراد [ بذلك ] ما ذهب إليه ، فإنه لا يساعده اللفظ

( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ) [الرحمن : 20]
فإنه تعالى قد قال : ( بينهما برزخ لا يبغيان ) أي : وجعل بينهما برزخا ، وهو الحاجز من الأرض ، لئلا يبغي هذا على هذا ، وهذا على هذا ، فيفسد كل واحد منهما الآخر ، ويزيله عن صفته التي هي مقصودة منه . وما بين السماء والأرض لا يسمى برزخا وحجرا محجورا .

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 21]
أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 23 من اصل 26 الصفحة السابقة  1 ... 13 ... 22, 23, 24, 25, 26  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى