منتدى حبيبتى الاميرة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول
وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 980591



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى حبيبتى الاميرة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول
وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 980591

منتدى حبيبتى الاميرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير ابن كثير ( متجدد )

صفحة 24 من اصل 26 الصفحة السابقة  1 ... 13 ... 23, 24, 25, 26  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 6:19 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@

( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) [الرحمن : 22]
( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 23]
وقوله : ( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) أي : من مجموعهما ، فإذا وجد ذلك لأحدهما كفى ، كما قال تعالى :
( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم ) [ الأنعام : 130 ] والرسل إنما كانوا في الإنس خاصة دون الجن ، وقد صح هذا الإطلاق .
واللؤلؤ معروف ، وأما المرجان فقيل : هو صغار اللؤلؤ . قاله مجاهد ، وقتادة ، وأبو رزين ، والضحاك . وروي عن علي .

وقيل : كباره وجيده . حكاه ابن جرير عن بعض السلف .
ورواه ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس ، وحكاه عن السدي ، عمن حدثه ، عن ابن عباس .
وروي مثله عن علي ، ومجاهد أيضا ، ومرة الهمداني .

وقيل : هو نوع من الجواهر أحمر اللون .
قال السدي ، عن أبي مالك ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : المرجان : الخرز الأحمر .
قال السدي وهو البسذ بالفارسية .

وأما قوله :
( ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها ) [ فاطر : 12 ] ، فاللحم من كل من الأجاج والعذب.
والحلية ، إنما هي من الملح دون العذب .

قال ابن عباس : ما سقطت قط قطرة من السماء في البحر ، فوقعت في صدفة إلا صار منها لؤلؤة .
وكذا قال عكرمة ، وزاد : فإذا لم تقع في صدفة نبتت بها عنبرة .
وروي من غير وجه عن ابن عباس نحوه .

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
إذا أمطرت السماء ، فتحت الأصداف في البحر أفواهها ، فما وقع فيها - يعني : من قطر - فهو اللؤلؤ .
إسناده صحيح ، ولما كان اتخاذ هذه الحلية نعمة على أهل الأرض ، امتن بها عليهم فقال : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .

( وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ) [الرحمن : 24]
( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 25]
وقوله : ( وله الجوار المنشآت ) يعني : السفن التي تجري في البحر.
قال مجاهد : ما رفع قلعه من السفن فهي منشأة ، وما لم يرفع قلعه فليس بمنشأة.
وقال قتادة : ( المنشآت ) يعني المخلوقات .
وقال غيره : المنشآت - بكسر الشين - يعني البادئات .

( كالأعلام ) أي : كالجبال في كبرها ، وما فيها من المتاجر والمكاسب المنقولة من قطر إلى قطر ، وإقليم إلى إقليم ، مما فيه من صلاح للناس في جلب ما يحتاجون إليه من سائر أنواع البضائع; ولهذا قال [ تعالى ] ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا العرار بن سويد ، عن عميرة بن سعد قال :
كنت مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - على شاطئ الفرات إذ أقبلت سفينة مرفوع شراعها ، فبسط على يديه ثم قال : يقول الله عز وجل : ( وله الجواري المنشآت في البحر كالأعلام ) . والذي أنشأها تجري في [ بحر من ] بحوره ما قتلت عثمان ، ولا مالأت على قتله .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 06, 2024 6:20 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) [الرحمن : 26]
( وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن : 27]
( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)؛[الرحمن : 28]
يخبر تعالى أن جميع أهل الأرض سيذهبون ويموتون أجمعون ، وكذلك أهل السماوات إلا من شاء الله ، ولا يبقى أحد سوى وجهه الكريم ; فإن الرب - تعالى وتقدس - لا يموت ، بل هو الحي الذي لا يموت أبدا .

قال قتادة : أنبأ بما خلق ، ثم أنبأ أن ذلك كله كان .

وفي الدعاء المأثور : يا حي ، يا قيوم ، يا بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، لا إله إلا أنت ، برحمتك نستغيث ، أصلح لنا شأننا كله ، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، ولا إلى أحد من خلقك .

وقال الشعبي : إذا قرأت ( كل من عليها فان ) ، فلا تسكت حتى تقرأ : ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) .

وهذه الآية كقوله تعالى :
( كل شيء هالك إلا وجهه ) [ القصص : 88 ].
وقد نعت تعالى وجهه الكريم في هذه الآية الكريمة بأنه: ( ذو الجلال والإكرام ) أي : هو أهل أن يجل فلا يعصى ، وأن يطاع فلا يخالف ، كقوله :
( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) [ الكهف : 28 ].
وكقوله إخبارا عن المتصدقين :
( إنما نطعمكم لوجه الله ) [ الإنسان : 9 ]

قال ابن عباس :
( ذو الجلال والإكرام ) ذو العظمة والكبرياء .

ولما أخبر عن تساوي أهل الأرض كلهم في الوفاة ، وأنهم سيصيرون إلى الدار الآخرة ، فيحكم فيهم ذو الجلال والإكرام بحكمه العدل.
فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الأحد يناير 07, 2024 1:33 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرحمن : 29]
وقوله : ( يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن )
وهذا إخبار عن غناه عما سواه وافتقار الخلائق إليه في جميع الآنات ، وأنهم يسألونه بلسان حالهم وقالهم ، وأنه كل يوم هو في شأن .

قال الأعمش ، عن مجاهد ، عن عبيد بن عمير :
( كل يوم هو في شأن ) ، قال : من شأنه أن يجيب داعيا ، أو يعطي سائلا أو يفك عانيا ، أو يشفي سقيما .

وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال :
كل يوم هو يجيب داعيا ، ويكشف كربا ، ويجيب مضطرا ويغفر ذنبا .

وقال قتادة :
لا يستغني عنه أهل السماوات والأرض ، يحيي حيا ، ويميت ميتا ، ويربي صغيرا ، ويفك أسيرا ، وهو منتهى حاجات الصالحين وصريخهم ، ومنتهى شكواهم .

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبي ، حدثنا أبو اليمان الحمصي ، حدثنا حريز بن عثمان ، عن سويد بن جبلة - هو الفزاري - قال :
إن ربكم كل يوم هو في شأن ، فيعتق رقابا ، ويعطي رغابا ، ويقحم عقابا .

وقال ابن جرير :
حدثني عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي ، حدثني إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي ، حدثني عمرو بن بكر السكسكي ، حدثنا الحارث بن عبدة بن رباح الغساني ، عن أبيه ، عن منيب بن عبد الله بن منيب الأزدي ، عن أبيه قال :
تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية :
( كل يوم هو في شأن ) ، فقلنا : يا رسول الله ، وما ذاك الشأن ؟
قال : " أن يغفر ذنبا ، ويفرج كربا ، ويرفع قوما ، ويضع آخرين " .

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عمار ، وسليمان بن أحمد الواسطي قالا : حدثنا الوزير بن صبيح الثقفي أبو روح الدمشقي - والسياق لهشام - قال : سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس ، يحدث عن أم الدرداء عن أبي الدرداء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" قال الله عز وجل : ( كل يوم هو في شأن ) قال : " من شأنه أن يغفر ذنبا ، ويفرج كربا ، ويرفع قوما ، ويضع آخرين " .
وقد رواه ابن عساكر من طرق متعددة ، عن هشام بن عمار ، به . ثم ساقه من حديث أبي همام الوليد بن شجاع ، عن الوزير بن صبيح قال :
ودلنا عليه الوليد بن مسلم ، عن مطرف ، عن الشعبي ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره .
قال : والصحيح الأول . يعني إسناده الأول .

قلت : وقد روي موقوفا ، كما علقه البخاري بصيغة الجزم ، فجعله من كلام أبي الدرداء ، فالله أعلم .

وقال البزار :
حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا محمد بن الحارث ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني ، عن أبيه عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
( كل يوم هو في شأن ) ، قال : " يغفر ذنبا ، ويكشف كربا " .
ثم قال ابن جرير :
وحدثنا أبو كريب ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء ، دفتاه ياقوتة حمراء ، قلمه نور ، وكتابه نور ، عرضه ما بين السماء والأرض ، ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة ، يخلق في كل نظرة ، ويحيي ويميت ، ويعز ويذل ، ويفعل ما يشاء .

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 30]
أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الخميس يناير 18, 2024 5:10 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ) [الرحمن : 31]
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله :
( سنفرغ لكم أيها الثقلان ) ، قال :
وعيد من الله للعباد ، وليس بالله شغل وهو فارغ .
وكذا قال الضحاك : هذا وعيد .
وقال قتادة : قد دنا من الله فراغ لخلقه .
وقال ابن جريج : ( سنفرغ لكم ) أي : سنقضي لكم .

وقال البخاري : سنحاسبكم ، لا يشغله شيء عن شيء ، وهو معروف في كلام العرب ، يقال لأتفرغن لك " وما به شغل ، يقول : " لآخذنك على غرتك " .

وقوله : ( أيها الثقلان ) الثقلان : الإنس والجن ، كما جاء في الصحيح :
" يسمعها كل شيء إلا الثقلين " وفي رواية : " إلا الجن والإنس " . وفي حديث الصور : " الثقلان الإنس والجن ".

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 32]
أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الخميس يناير 18, 2024 5:12 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) [الرحمن : 33]
ثم قال : ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) أي : لا تستطيعون هربا من أمر الله وقدره ، بل هو محيط بكم ، لا تقدرون على التخلص من حكمه ، ولا النفوذ عن حكمه فيكم ، أينما ذهبتم أحيط بكم ، وهذا في مقام المحشر ، الملائكة محدقة بالخلائق ، سبع صفوف من كل جانب ، فلا يقدر أحد على الذهاب ( إلا بسلطان ) أي : إلا بأمر الله.
( يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ) [ القيامة : 10 - 12 ] .
وقال تعالى : ( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) [ يونس : 27 ] ; ولهذا قال :

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 34]
أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟

( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ) [الرحمن : 35]
( يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ) .

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : الشواظ : هو لهب النار .

وقال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : الشواظ : الدخان .

وقال مجاهد : هو : اللهيب الأخضر المنقطع .
وقال أبو صالح الشواظ هو اللهيب الذي فوق النار ودون الدخان .
وقال الضحاك : ( شواظ من نار ) سيل من نار .

وقوله : ( ونحاس ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ونحاس ) دخان النار .
وروي مثله عن أبي صالح ، وسعيد بن جبير ، وأبي سنان .

قال ابن جرير :
والعرب تسمي الدخان نحاسا - بضم النون وكسرها - والقراء مجمعة على الضم ، ومن النحاس بمعنى الدخان قول نابغة جعدة :

يضيء كضوء سراج السليط لم يجعل الله فيه نحاسا

يعني : دخانا ، هكذا قال .

وقد روى الطبراني من طريق جويبر ، عن الضحاك:
أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس عن الشواظ فقال : هو اللهب الذي لا دخان معه .
فسأله شاهدا على ذلك من اللغة ، فأنشده قول أمية بن أبي الصلت في حسان :

ألا من مبلغ حسان عني مغلغلة تدب إلى عكاظ

أليس أبوك فينا كان قينا لدى القينات فسلا في الحفاظ

يمانيا يظل يشد كيرا وينفخ دائبا لهب الشواظ

قال : صدقت ، فما النحاس ؟
قال : هو الدخان الذي لا لهب له .
قال : فهل تعرفه العرب ؟
قال : نعم ، أما سمعت نابغة بني ذبيان يقول

يضيء كضوء سراج السليط لم يجعل الله فيه نحاسا

وقال مجاهد :
النحاس : الصفر ، يذاب فيصب على رءوسهم . وكذا قال قتادة .
وقال الضحاك : ( ونحاس ) سيل من نحاس .

والمعنى على كل قول :
لو ذهبتم هاربين يوم القيامة لردتكم الملائكة والزبانية بإرسال اللهب من النار والنحاس المذاب عليكم لترجعوا ; ولهذا قال : ( فلا تنتصران)

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) [الرحمن : 34]
أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الخميس يناير 18, 2024 5:46 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) [الرحمن : 37]

يقول [ تعالى ] : ( فإذا انشقت السماء ) يوم القيامة ، كما دلت عليه هذه الآية مع ما شاكلها من الآيات الواردة في معناها ، كقوله :
( وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ) [ الحاقة : 16 ].
وقوله : ( ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ) [ الفرقان : 25 ].
وقوله : ( إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت ) [ الانشقاق : 1 ، 2 ] .

وقوله : ( فكانت وردة كالدهان ) أي : تذوب كما يذوب الدردي والفضة في السبك ، وتتلون كما تتلون الأصباغ التي يدهن بها ، فتارة حمراء وصفراء وزرقاء وخضراء ، وذلك من شدة الأمر وهول يوم القيامة العظيم .

وقد قال الإمام أحمد :
حدثنا أحمد بن عبد الملك ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الصهباء ، حدثنا نافع أبو غالب الباهلي ، حدثنا أنس بن مالك قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يبعث الناس يوم القيامة والسماء تطش عليهم " .
قال الجوهري : الطش : المطر الضعيف .

وقال الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : ( وردة كالدهان ) ، قال : هو الأديم الأحمر .
وقال أبو كدينة ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ( فكانت وردة كالدهان ) : كالفرس الورد .
وقال العوفي ، عن ابن عباس : تغير لونها .
وقال أبو صالح : كالبرذون الورد ، ثم كانت بعد كالدهان .

وحكى البغوي وغيره :
أن الفرس الورد تكون في الربيع صفراء ، وفي الشتاء حمراء ، فإذا اشتد البرد اغبر لونها .

وقال الحسن البصري : تكون ألوانا .
وقال السدي . تكون كلون البغلة الوردة ، وتكون كالمهل كدردي الزيت .
وقال مجاهد : ( كالدهان ) : كألوان الدهان .
وقال عطاء الخراساني : كلون دهن الورد في الصفرة .
وقال قتادة : هي اليوم خضراء ، ويومئذ لونها إلى الحمرة يوم ذي ألوان .
وقال أبو الجوزاء : في صفاء الدهن .
وقال [ أبو صالح ] ابن جريج : تصير السماء كالدهن الذائب ، وذلك حين يصيبها حر جهنم .

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 38]
أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الخميس يناير 18, 2024 5:47 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ) [الرحمن : 39]
وقوله : ( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ).
وهذه كقوله : ( هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون ) [ المرسلات : 35 ، 36 ].
فهذا في حال ، وثم حال يسأل الخلائق فيها عن جميع أعمالهم ، قال الله تعالى :
( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) [ الحجر : 92 ، 93 ].
ولهذه قال قتادة : ( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ) ، قال : قد كانت مسألة ، ثم ختم على أفواه القوم ، وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون .

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : لا يسألهم : هل عملتم كذا وكذا ؟ لأنه أعلم بذلك منهم ، ولكن يقول : لم عملتم كذا وكذا ؟ فهو قول ثان .

وقال مجاهد في هذه الآية : لا يسأل الملائكة عن المجرم ، يعرفون بسيماهم .
وهذا قول ثالث . وكأن هذا بعد ما يؤمر بهم إلى النار ، فذلك الوقت لا يسألون عن ذنوبهم ، بل يقادون إليها ويلقون فيها ،

قلت : وهذا كما يعرف المؤمنون بالغرة والتحجيل من آثار الوضوء .

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 40]
أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الخميس يناير 18, 2024 5:49 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ) [الرحمن : 41]
كما قال تعالى :
( يعرف المجرمون بسيماهم ) أي : بعلامات تظهر عليهم .

وقال الحسن وقتادة :
يعرفونهم باسوداد الوجوه وزرقة العيون .
وقوله : ( فيؤخذ بالنواصي والأقدام ) أي : تجمع الزبانية ناصيته مع قدميه ، ويلقونه في النار كذلك .

وقال الأعمش عن ابن عباس :
يؤخذ بناصيته وقدمه ، فيكسر كما يكسر الحطب في التنور .

وقال الضحاك :
يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره .

وقال السدي :
يجمع بين ناصية الكافر وقدميه ، فتربط ناصيته بقدمه ، ويفتل ظهره .

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبي ، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، حدثنا معاوية بن سلام ، عن أخيه زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام - يعني جده - أخبرني عبد الرحمن ، حدثني رجل من كندة قال :
أتيت عائشة فدخلت عليها ، وبيني وبينها حجاب ، فقلت : حدثك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يأتي عليه ساعة لا يملك لأحد فيها شفاعة ؟
قالت : نعم ، لقد سألته عن هذا وأنا وهو في شعار واحد ، قال :
" نعم حين يوضع الصراط ، ولا أملك لأحد فيها شفاعة ، حتى أعلم أين يسلك بي ؟
ويوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، حتى أنظر ماذا يفعل بي - أو قال : يوحى - وعند الجسر حين يستحد ويستحر "
فقالت : وما يستحد وما يستحر ؟
قال : " يستحد حتى يكون مثل شفرة السيف ، ويستحر حتى يكون مثل الجمرة ، فأما المؤمن فيجيزه لا يضره ، وأما المنافق فيتعلق حتى إذا بلغ أوسطه خر من قدمه فيهوي بيده إلى قدميه ، فتضربه الزبانية بخطاف في ناصيته وقدمه ، فتقذفه في جهنم ، فيهوي فيها مقدار خمسين عاما " .
قلت : ما ثقل الرجل ؟
قالت : ثقل عشر خلفات سمان ، فيومئذ يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام .
هذا حديث غريب [ جدا ] ، وفيه ألفاظ منكر رفعها ، وفي الإسناد من لم يسم ، ومثله لا يحتج به ، والله أعلم .

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 42]
أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الخميس يناير 18, 2024 5:50 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ) [الرحمن : 43]
وقوله : ( هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون ) أي : هذه النار التي كنتم تكذبون بوجودها ها هي حاضرة تشاهدونها عيانا ، يقال لهم ذلك تقريعا وتوبيخا وتصغيرا وتحقيرا .

( يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) [الرحمن : 44]
( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) [الرحمن : 45]
وقوله : ( يطوفون بينها وبين حميم آن ) أي : تارة يعذبون في الجحيم ، وتارة يسقون من الحميم ، وهو الشراب الذي هو كالنحاس المذاب ، يقطع الأمعاء والأحشاء ، وهذه كقوله تعالى :
( إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون ) [ غافر : 71 ، 72 ] .

وقوله : ( آن ) أي : حار وقد بلغ الغاية في الحرارة ، لا يستطاع من شدة ذلك .

قال ابن عباس في قوله :
( يطوفون بينها وبين حميم آن ) قد انتهى غليه ، واشتد حره . وكذا قال مجاهد ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، والحسن ، والثوري ، والسدي .

وقال قتادة : قد أنى طبخه منذ خلق الله السماوات والأرض .
وقال محمد بن كعب القرظي : يؤخذ العبد فيحرك بناصيته في ذلك الحميم ، حتى يذوب اللحم ويبقى العظم والعينان في الرأس . وهي كالتي يقول الله تعالى :
( في الحميم ثم في النار يسجرون ) .
والحميم الآني : يعني الحار .
وعن القرظي رواية أخرى : ( حميم آن ) أي : حاضر .
وهو قول ابن زيد أيضا ، والحاضر لا ينافي ما روي عن القرظي أولا أنه الحار ، كقوله تعالى :
( تسقى من عين آنية ) [ الغاشية : 5 ] أي حارة شديدة الحر لا تستطاع .
وكقوله : ( غير ناظرين إناه ) [ الأحزاب : 53 ] يعني : استواءه ونضجه .
فقوله : ( حميم آن ) أي : حميم حار جدا .
ولما كان معاقبة العصاة المجرمين وتنعيم المتقين من فضله ورحمته وعدله ولطفه بخلقه ، وكان إنذاره لهم عذابه وبأسه مما يزجرهم عما هم فيه من الشرك والمعاصي وغير ذلك ، قال ممتنا بذلك على بريته :
( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الخميس يناير 18, 2024 5:51 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [الرحمن : 46]
قال ابن شوذب ، وعطاء الخراساني :
نزلت هذه الآية : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) في أبي بكر الصديق .

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن مصفى ، حدثنا بقية ، عن أبي بكر بن أبي مريم ، عن عطية بن قيس في قوله : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) :
نزلت في الذي قال : أحرقوني بالنار ، لعلي أضل الله.
قال : تاب يوما وليلة بعد أن تكلم بهذا ، فقبل الله منه وأدخله الجنة .

والصحيح أن هذه الآية عامة كما قاله ابن عباس وغيره ، يقول تعالى :
ولمن خاف مقامه بين يدي الله - عز وجل - يوم القيامة ، ( ونهى النفس عن الهوى ) [ النازعات : 40 ] ، ولم يطغ ، ولا آثر الدنيا ، وعلم أن الآخرة خير وأبقى ، فأدى فرائض الله ، واجتنب محارمه ، فله يوم القيامة عند ربه جنتان ، كما قال البخاري ، رحمه الله .

حدثنا عبد الله بن أبي الأسود ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، حدثنا أبو عمران الجوني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" جنتان من فضة ، آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن " .
وأخرجه بقية الجماعة إلا أبا داود ، من حديث عبد العزيز ، به .

وقال حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبيه - قال حماد : ولا أعلمه إلا قد رفعه - في قوله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، وفي قوله : ( ومن دونهما جنتان ) [ قال ] : جنتان من ذهب للمقربين ، وجنتان من ورق لأصحاب اليمين .

وقال ابن جرير :
حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان المصري ، حدثنا ابن أبي مريم ، أخبرنا محمد بن جعفر ، عن محمد بن أبي حرملة ، عن عطاء بن يسار ، أخبرني أبو الدرداء ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ يوما هذه الآية : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، فقلت : وإن زنى أو سرق ؟
فقال : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ).
فقلت : وإن زنى وإن سرق ؟
فقال : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) .
فقلت : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟
فقال : " وإن رغم أنف أبي الدرداء " .
ورواه النسائي من حديث محمد بن أبي حرملة ، به ورواه النسائي أيضا عن مؤمل بن هشام ، عن إسماعيل ، عن الجريري ، عن موسى ، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبي الدرداء ، به . وقد روي موقوفا على أبي الدرداء . وروي عنه أنه قال : إن من خاف مقام ربه لم يزن ولم يسرق .

وهذه الآية عامة في الإنس والجن ، فهي من أدل دليل على أن الجن يدخلون الجنة إذا آمنوا واتقوا ; ولهذا امتن الله تعالى على الثقلين بهذا الجزاء فقال : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .

ومما يتعلق بقوله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، ما رواه الترمذي والبغوي ، من حديث أبي النضر هاشم بن القاسم ، عن أبي عقيل الثقفي ، عن أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي ، عن بكير بن فيروز ، عن أبي هريرة ، قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة " .
ثم قال الترمذي : غريب ، لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر .

وروى البغوي من حديث علي بن حجر ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن محمد بن أبي حرملة - مولى حويطب بن عبد العزى - عن عطاء بن يسار ، عن أبي الدرداء ; أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقص على المنبر وهو يقول : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، قلت : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) .
فقلت الثانية : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟
فقال [ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ] ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) .
فقلت الثالثة : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟
فقال : " وإن ، رغم أنف أبي الدرداء " .

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)[الرحمن : 47]
أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الخميس يناير 18, 2024 5:52 am

تفسير ابن كثير

@@@@@@@



( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [الرحمن : 46]

قال ابن شوذب ، وعطاء الخراساني :

نزلت هذه الآية : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) في أبي بكر الصديق .



وقال ابن أبي حاتم :

حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن مصفى ، حدثنا بقية ، عن أبي بكر بن أبي مريم ، عن عطية بن قيس في قوله : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) :

نزلت في الذي قال : أحرقوني بالنار ، لعلي أضل الله.

قال : تاب يوما وليلة بعد أن تكلم بهذا ، فقبل الله منه وأدخله الجنة .



والصحيح أن هذه الآية عامة كما قاله ابن عباس وغيره ، يقول تعالى :

ولمن خاف مقامه بين يدي الله - عز وجل - يوم القيامة ، ( ونهى النفس عن الهوى ) [ النازعات : 40 ] ، ولم يطغ ، ولا آثر الدنيا ، وعلم أن الآخرة خير وأبقى ، فأدى فرائض الله ، واجتنب محارمه ، فله يوم القيامة عند ربه جنتان ، كما قال البخاري ، رحمه الله .



حدثنا عبد الله بن أبي الأسود ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، حدثنا أبو عمران الجوني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :

" جنتان من فضة ، آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن " .

وأخرجه بقية الجماعة إلا أبا داود ، من حديث عبد العزيز ، به .



وقال حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبيه - قال حماد : ولا أعلمه إلا قد رفعه - في قوله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، وفي قوله : ( ومن دونهما جنتان ) [ قال ] : جنتان من ذهب للمقربين ، وجنتان من ورق لأصحاب اليمين .



وقال ابن جرير :

حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان المصري ، حدثنا ابن أبي مريم ، أخبرنا محمد بن جعفر ، عن محمد بن أبي حرملة ، عن عطاء بن يسار ، أخبرني أبو الدرداء ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ يوما هذه الآية : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، فقلت : وإن زنى أو سرق ؟

فقال : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ).

فقلت : وإن زنى وإن سرق ؟

فقال : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) .

فقلت : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟

فقال : " وإن رغم أنف أبي الدرداء " .

ورواه النسائي من حديث محمد بن أبي حرملة ، به ورواه النسائي أيضا عن مؤمل بن هشام ، عن إسماعيل ، عن الجريري ، عن موسى ، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبي الدرداء ، به . وقد روي موقوفا على أبي الدرداء . وروي عنه أنه قال : إن من خاف مقام ربه لم يزن ولم يسرق .



وهذه الآية عامة في الإنس والجن ، فهي من أدل دليل على أن الجن يدخلون الجنة إذا آمنوا واتقوا ; ولهذا امتن الله تعالى على الثقلين بهذا الجزاء فقال : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .



ومما يتعلق بقوله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، ما رواه الترمذي والبغوي ، من حديث أبي النضر هاشم بن القاسم ، عن أبي عقيل الثقفي ، عن أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي ، عن بكير بن فيروز ، عن أبي هريرة ، قال :

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة " .

ثم قال الترمذي : غريب ، لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر .



وروى البغوي من حديث علي بن حجر ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن محمد بن أبي حرملة - مولى حويطب بن عبد العزى - عن عطاء بن يسار ، عن أبي الدرداء ; أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقص على المنبر وهو يقول : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، قلت : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) .

فقلت الثانية : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟

فقال [ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ] ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) .

فقلت الثالثة : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟

فقال : " وإن ، رغم أنف أبي الدرداء " .





( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)[الرحمن : 47]

أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الخميس يناير 18, 2024 5:53 am

تفسير ابن كثير

@@@@@@



( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ) [الرحمن : 48]

ثم نعت هاتين الجنتين فقال : ( ذواتا أفنان ) أي : أغصان نضرة حسنة ، تحمل من كل ثمرة نضيجة فائقة ، ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) . هكذا قال عطاء الخراساني وجماعة : إن الأفنان أغصان الشجر يمس بعضها بعضا .



وقال ابن أبي حاتم :

حدثنا أبي ، حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا مسلم بن قتيبة ، حدثنا عبد الله بن النعمان ، سمعت عكرمة يقول : ( ذواتا أفنان ) ، يقول :

ظل الأغصان على الحيطان ، ألم تسمع قول الشاعر حيث يقول :



ما هاج شوقك من هديل حمامة

تدعو على فنن الغصون حماما

تدعو أبا فرخين صادف طاويا

ذا مخلبين من الصقور قطاما



وحكى البغوي ، عن مجاهد ، وعكرمة ، والضحاك ، والكلبي : أنه الغصن المستقيم [ طوالا ] .



قال :

وحدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا عبد السلام بن حرب ، حدثنا عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( ذواتا أفنان ) : ذواتا ألوان .



قال : و [ قد ] روي عن سعيد بن جبير ، والحسن ، والسدي ، وخصيف ، والنضر بن عربي ، وأبي سنان مثل ذلك .

ومعنى هذا القول أن فيهما فنونا من الملاذ ، واختاره ابن جرير .



وقال عطاء : كل غصن يجمع فنونا من الفاكهة.

وقال الربيع بن أنس : ( ذواتا أفنان ) : واسعتا الفناء .



وكل هذه الأقوال صحيحة ، ولا منافاة بينها ، والله أعلم .

وقال قتادة : ( ذواتا أفنان ) ينبئ بسعتها وفضلها ومزيتها على ما سواها .



وقال محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن أسماء قالت :

سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر سدرة المنتهى - فقال : " يسير في ظل الفنن منها الراكب مائة سنة - أو قال : يستظل في ظل الفنن منها مائة راكب - فيها فراش الذهب ، كأن ثمرها القلال " .

رواه الترمذي من حديث يونس بن بكير ، به .

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 49]

أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟





( فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ) [الرحمن : 50]

( فيهما عينان تجريان ) أي : تسرحان لسقي تلك الأشجار والأغصان فتثمر من جميع الألوان ، ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ).

قال الحسن البصري : إحداهما يقال لها : " تسنيم " ، والأخرى " السلسبيل " .



وقال عطية : إحداهما من ماء غير آسن ، والأخرى من خمر لذة للشاربين .

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 51]

أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟



( فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ) [الرحمن : 52]

ولهذا قال بعد هذا : ( فيهما من كل فاكهة زوجان ) أي : من جميع أنواع الثمار مما يعلمون وخير مما يعلمون ، ومما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .



قال إبراهيم بن الحكم بن أبان ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس :

ما في الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة حتى الحنظلة .



وقال ابن عباس :

ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء ، يعني : أن بين ذلك بونا عظيما ، وفرقا بينا في التفاضل .



( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ):[الرحمن : 53]

أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الخميس يناير 18, 2024 5:57 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ) [الرحمن : 54]
يقول تعالى : ( متكئين ) يعني أهل الجنة . والمراد بالاتكاء هاهنا : الاضطجاع .
ويقال : الجلوس على صفة التربع .
( على فرش بطائنها من إستبرق ) وهو : ما غلظ من الديباج . قاله عكرمة ، والضحاك وقتادة .

وقال أبو عمران الجوني : هو الديباج المغرى بالذهب . فنبه على شرف الظهارة بشرف البطانة .
وهذا من التنبيه بالأدنى على الأعلى .

قال أبو إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، عن عبد الله بن مسعود قال :
هذه البطائن فكيف لو رأيتم الظواهر ؟

وقال مالك بن دينار :
بطائنها من إستبرق ، وظواهرها من نور .

وقال سفيان الثوري - أو شريك - : بطائنها من إستبرق وظواهرها من نور جامد .

وقال القاسم بن محمد : بطائنها من إستبرق ، وظواهرها من الرحمة .

وقال ابن شوذب ، عن أبي عبد الله الشامي : ذكر الله البطائن ولم يذكر الظواهر ، وعلى الظواهر المحابس ، ولا يعلم ما تحت المحابس إلا الله .
ذكر ذلك كله الإمام ابن أبي حاتم .

( وجنى الجنتين دان ) أي : ثمرها قريب إليهم ، متى شاءوا تناولوه على أي صفة كانوا ، كما قال :
( قطوفها دانية ) [ الحاقة : 23 ] ،
وقال : ( ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ) [ الإنسان : 14 ] أي : لا تمنع ممن تناولها ، بل تنحط إليه من أغصانها.

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 55]
أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟

( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) [الرحمن : 56]

( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 57]
ولما ذكر الفرش وعظمتها قال بعد ذلك : ( فيهن ) أي : في الفرش ( قاصرات الطرف ) أي غضيضات عن غير أزواجهن ، فلا يرين شيئا أحسن في الجنة من أزواجهن .
قاله ابن عباس ، وقتادة ، وعطاء الخراساني ، وابن زيد .

وقد ورد أن الواحدة منهن تقول لبعلها : والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك ، ولا في الجنة شيئا أحب إلي منك ، فالحمد لله الذي جعلك لي وجعلني لك .

( لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) أي : بل هن أبكار عرب أتراب ، لم يطأهن أحد قبل أزواجهن من الإنس والجن .
وهذه أيضا من الأدلة على دخول مؤمني الجن الجنة .

قال أرطاة بن المنذر : سئل ضمرة بن حبيب : هل يدخل الجن الجنة ؟
قال : نعم ، وينكحون ، للجن جنيات ، وللإنس إنسيات .
وذلك قوله : ( لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الجمعة يناير 19, 2024 11:01 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ) [الرحمن : 70]
( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 71]
ثم قال : ( فيهن خيرات حسان )
قيل : المراد خيرات كثيرة حسنة في الجنة ، قاله قتادة .
وقيل : خيرات جمع خيرة ، وهي المرأة الصالحة الحسنة الخلق الحسنة الوجه ، قاله الجمهور .
وروي مرفوعا عن أم سلمة .
وفي الحديث الآخر الذي سنورده في سورة " الواقعة " : أن الحور العين يغنين : نحن الخيرات الحسان ، خلقنا لأزواج كرام . ولهذا قرأ بعضهم : " فيهن خيرات " ، بالتشديد ( حسان فبأي آلاء ربكما تكذبان ).
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الجمعة يناير 19, 2024 11:30 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( مُدْهَامَّتَانِ) [الرحمن : 64]
( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 65]
وقال محمد بن كعب: "مدهامتان" ممتلئتان من الخضرة.
وقال قتادة: خضراوان من الري ناعمتان ولا شك في نضارة الأغصان على الأشجـار المشتبكة بعضها في بعض.

وقال هاهنا : ( مدهامتان ) أي سوداوان من شدة الري .

قال ابن عباس في قوله : ( مدهامتان ) قد اسودتا من الخضرة ، من شدة الري من الماء .

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن فضيل ، حدثنا عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( مدهامتان ) :
قال : خضراوان .

وروي عن أبي أيوب الأنصاري ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن أبي أوفى ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد - في إحدى الروايات - وعطاء ، وعطية العوفي ، والحسن البصري ، ويحيى بن رافع ، وسفيان الثوري ، نحو ذلك .

وقال محمد بن كعب :
( مدهامتان ) : ممتلئتان من الخضرة .
وقال قتادة : خضراوان من الري ناعمتان . ولا شك في نضارة الأغصان على الأشجار المشبكة بعضها في بعض .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الجمعة يناير 19, 2024 11:31 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@

( فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ) [الرحمن : 66]
( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 67]

وقال هناك : ( فيهما عينان تجريان ) ، وقال هاهنا : ( نضاختان ).
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : أي فياضتان . والجري أقوى من النضخ .

وقال الضحاك : ( نضاختان ) أي ممتلئتان لا تنقطعان .

( فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) [الرحمن : 68]
( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) [الرحمن : 69]
وقال هناك : ( فيهما من كل فاكهة زوجان ) ، وقال هاهنا : ( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) ، ولا شك أن الأولى أعم وأكثر في الأفراد والتنويع على فاكهة ، وهي نكرة في سياق الإثبات لا تعم.
ولهذا فسر قوله : ( ونخل ورمان ) من باب عطف الخاص على العام ، كما قرره البخاري وغيره ، وإنما أفرد النخل والرمان بالذكر لشرفهما على غيرهما .

قال عبد بن حميد :
حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا حصين بن عمر ، حدثنا مخارق ، عن طارق بن شهاب ، عن عمر بن الخطاب قال :
جاء أناس من اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقالوا : يا محمد ، أفي الجنة فاكهة ؟
قال : " نعم ، فيها فاكهة ونخل ورمان " .
قالوا : أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا ؟
قال : " نعم وأضعاف " .
قالوا : فيقضون الحوائج ؟
قال : " لا ولكنهم يعرقون ويرشحون ، فيذهب الله ما في بطونهم من أذى " .

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبي حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا سفيان ، عن حماد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
نخل الجنة سعفها كسوة لأهل الجنة ، منها مقطعاتهم ، ومنها حللهم ، وكربها ذهب أحمر ، وجذوعها زمرد أخضر ، وثمرها أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وليس له عجم .

وحدثنا أبي :
حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد - هو ابن سلمة - عن أبي هارون ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كمثل البعير المقتب " .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الجمعة يناير 19, 2024 11:32 am

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) [الرحمن : 60]
( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 61]
وقوله : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) أي : ما لمن أحسن في الدنيا العمل إلا الإحسان إليه في الدار الآخرة .
كما قال تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) [ يونس : 26 ] .

وقال البغوي :
أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، حدثنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني ابن فنجويه ، حدثنا ابن شيبة ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن بهرام ، حدثنا الحجاج بن يوسف المكتب ، حدثنا بشر بن الحسين ، عن الزبير بن عدي ، عن أنس بن مالك قال :
قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ).
قال : " هل تدرون ما قال ربكم ؟ "
قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : " يقول هل جزاء ما أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة " .

ولما كان في الذي ذكر نعم عظيمة لا يقاومها عمل ، بل مجرد تفضل وامتنان ، قال بعد ذلك كله :
( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .


( وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) [الرحمن : 62]
( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 63]
هاتان الجنتان دون اللتين قبلهما في المرتبة والفضيلة والمنزلة بنص القرآن ، قال الله تعالى : ( ومن دونهما جنتان ) .

وقد تقدم في الحديث :
" جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ، فالأوليان للمقربين ، والأخريان لأصحاب اليمين " .

وقال أبو موسى :
جنتان من ذهب للمقربين ، وجنتان من فضة لأصحاب اليمين .

وقال ابن عباس : ( ومن دونهما جنتان ) من دونهما في الدرج .
وقال ابن زيد : من دونهما في الفضل .

والدليل على شرف الأوليين على الأخريين وجوه :
أحدها : أنه نعت الأوليين قبل هاتين ، والتقديم يدل على الاعتناء
ثم قال : ( ومن دونهما جنتان ) . وهذا ظاهر في شرف التقدم وعلوه على الثاني .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط السبت يناير 20, 2024 1:16 pm

تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) [الرحمن : 72]
( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 73]
ثم قال : ( حور مقصورات في الخيام ).
وهناك قال : ( فيهن قاصرات الطرف ) ، ولا شك أن التي قد قصرت طرفها بنفسها أفضل ممن قصرت ، وإن كان الجميع مخدرات .

قال ابن أبي حاتم :
حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي ، حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن جابر ، عن القاسم بن أبي بزة ، عن أبي عبيدة ، عن مسروق ، عن عبد الله قال :
إن لكل مسلم خيرة ، ولكل خيرة خيمة ، ولكل خيمة أربعة أبواب ، يدخل عليها كل يوم تحفة وكرامة وهدية لم تكن قبل ذلك ، لا مراحات ولا طماحات ، ولا بخرات ولا ذفرات ، حور عين ، كأنهن بيض مكنون .

وقوله : ( في الخيام ) ، قال البخاري :
حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ، حدثنا أبو عمران الجوني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة ، عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين ، يطوف عليهم المؤمنون " .

ورواه أيضا من حديث أبي عمران ، به .
وقال : " ثلاثون ميلا " .
وأخرجه مسلم من حديث أبي عمران ، به . ولفظه :
" إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة ، طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهل يطوف عليهم المؤمن ، فلا يرى بعضهم بعضا " .

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن قتادة ، أخبرني خليد العصري ، عن أبي الدرداء قال :
الخيمة لؤلؤة واحدة ، فيها سبعون بابا من در .

وحدثنا أبي حدثنا عيسى بن أبي فاطمة ، حدثنا جرير ، عن هشام ، عن محمد بن المثنى ، عن ابن عباس في قوله :
( حور مقصورات في الخيام ) ، وقال :
[ في ] خيام اللؤلؤ ، وفي الجنة خيمة واحدة من لؤلؤة ، أربعة فراسخ في أربعة فراسخ ، عليها أربعة آلاف مصراع من الذهب .

وقال عبد الله بن وهب :
أخبرنا عمرو أن دراجا أبا السمح حدثه ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم ، واثنتان وسبعون زوجة ، وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت ، كما بين الجابية وصنعاء " .
ورواه الترمذي من حديث عمرو بن الحارث ، به .

( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) [الرحمن : 74]
( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 75]
وقوله : ( لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) :
[ قد ] تقدم مثله سواء ، إلا أنه زاد في وصف الأوائل بقوله : ( كأنهن الياقوت والمرجان فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الأحد يناير 21, 2024 6:41 am

تفسير ابن كثير 
   @@@@@@@ 


  ( مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) [الرحمن : 76] 
   ( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 77]
   وقوله : ( متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان ).
   قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : الرفرف : المحابس . 
  وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغيرهما : هي المحابس .
   وقال العلاء بن بدر: الرفرف على السرير كهيئة المحابس المتدلي .


  وقال عاصم الجحدري : ( متكئين على رفرف خضر ) يعني : الوسائد . 
  وهو قول الحسن البصري في رواية عنه .


  وقال أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير في قوله : ( متكئين على رفرف خضر ) قال : الرفرف : رياض الجنة .


  وقوله : ( وعبقري حسان ) 
   قال ابن عباس ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي : العبقري : الزرابي .
   وقال سعيد بن جبير : هي عتاق الزرابي ، يعني جيادها .


  وقال مجاهد : العبقري : الديباج .


   وسئل الحسن البصري عن قوله : ( وعبقري حسان ) فقال : هي بسط أهل الجنة - لا أبا لكم - فاطلبوها . 
  وعن الحسن [ البصري ] رواية : أنها المرافق .
   وقال زيد بن أسلم : العبقري : أحمر وأصفر وأخضر . 
  وسئل العلاء بن زيد عن العبقري ، فقال : البسط أسفل من ذلك . 
  وقال أبو حزرة يعقوب بن مجاهد : العبقري : من ثياب أهل الجنة ، لا يعرفه أحد .
   وقال أبو العالية : العبقري : الطنافس المخملة ، إلى الرقة ما هي . 
  وقال القتيبي : كل ثوب موشى عند العرب عبقري . 
  وقال أبو عبيدة : هو منسوب إلى أرض يعمل بها الوشي . 
  وقال الخليل بن أحمد : كل شيء يسر من الرجال وغير ذلك يسمى عند العرب عبقريا . 
  ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمر : " فلم أر عبقريا يفري فريه " .


  وعلى كل تقدير فصفة مرافق أهل الجنتين الأوليين أرفع وأعلى من هذه الصفة ; فإنه قد قال هناك : ( متكئين على فرش بطائنها من إستبرق ) ، فنعت بطائن فرشهم وسكت عن ظهائرها ، اكتفاء بما مدح به البطائن بطريق الأولى والأحرى .
   وتمام الخاتمة أنه قال بعد الصفات المتقدمة : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) فوصف أهلها بالإحسان وهو أعلى المراتب والنهايات ، كما في حديث جبريل لما سأل عن الإسلام ، ثم الإيمان . فهذه وجوه عديدة في تفضيل الجنتين الأوليين على هاتين الأخريين ، ونسأل الله الكريم الوهاب أن يجعلنا من أهل الأوليين .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الأحد يناير 21, 2024 6:43 am

تفسير ابن كثير 
   @@@@@@@ 


  ( تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن : 78]
  ثم قال : ( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ) أي : هو أهل أن يجل فلا يعصى ، وأن يكرم فيعبد ، ويشكر فلا يكفر ، وأن يذكر فلا ينسى .


  وقال ابن عباس : ( ذي الجلال والإكرام ) ذي العظمة والكبرياء .


  وقال الإمام أحمد : 
  حدثنا موسى بن داود ، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن عمير بن هانئ ، عن أبي العذراء ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
   " أجدوا الله يغفر لكم " .


  وفي الحديث الآخر : 
   " إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ، وذي السلطان ، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه " .


  وقال الحافظ أبو يعلى : 
 حدثنا أبو يوسف الجيزي ، حدثنا مؤمل بن إسماعيل ، حدثنا حماد ، حدثنا حميد الطويل ، عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام " .
  وكذا رواه الترمذي ، عن محمود بن غيلان ، عن مؤمل بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة ، به . ثم قال : غلط المؤمل فيه ، وهو غريب وليس بمحفوظ ، وإنما يروى هذا عن حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .


  وقال الإمام أحمد : 
  حدثنا إبراهيم بن إسحاق ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن يحيى بن حسان المقدسي ، عن ربيعة بن عامر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
   " ألظوا بذي الجلال والإكرام " .
  ورواه النسائي من حديث عبد الله بن المبارك ، به .


  وقال الجوهري : ألظ فلان بفلان : إذا لزمه .


  وقول ابن مسعود : " ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام " أي : الزموا .   
  ويقال : الإلظاظ هو الإلحاح .


  قلت : وكلاهما قريب من الآخر - والله أعلم - وهو المداومة واللزوم والإلحاح .
   وفي صحيح مسلم والسنن الأربعة من حديث عبد الله بن الحارث ، عن عائشة قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلم لا يقعد - يعني : بعد الصلاة - إلا قدر ما يقول : 
  " اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت ذا الجلال والإكرام " .


  آخر تفسير سورة الرحمن ، ولله الحمد [ والمنة ] .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الإثنين يناير 22, 2024 12:16 pm

تفسير ابن كثير
     @@@@@@@@ 


تفسير سورة القمر وهي مكية .


  ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) [القمر : 1]
  قد تقدم في حديث أبي واقد :
   أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ بقاف ، واقتربت الساعة ، في الأضحى والفطر ، وكان يقرأ بهما في المحافل الكبار ، لاشتمالهما على ذكر الوعد والوعيد وبدء الخلق وإعادته ، والتوحيد وإثبات النبوات ، وغير ذلك من المقاصد العظيمة .


  يخبر تعالى عن اقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها . 
  كما قال تعالى : ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه [ سبحانه ] ) [ النحل : 1 ].
   وقال : ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) [ الأنبياء : 1 ] 
  وقد وردت الأحاديث بذلك ، قال الحافظ أبو بكر البزار :
  حدثنا محمد بن المثنى وعمرو بن علي قالا حدثنا خلف بن موسى ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب أصحابه ذات يوم ، وقد كادت الشمس أن تغرب فلم يبق منها إلا شف يسير ، فقال :
   " والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه ، وما نرى من الشمس إلا يسيرا " .


   قلت : هذا حديث مداره على خلف بن موسى بن خلف العمي ، عن أبيه . وقد ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : ربما أخطأ .


 حديث آخر يعضد الذي قبله ويفسره ، قال الإمام أحمد : 
  حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا شريك ، حدثنا سلمة بن كهيل ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : 
  كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - والشمس على قعيقعان بعد العصر ، فقال : 
   " ما أعماركم في أعمار من مضى إلا كما بقي من النهار فيما مضى " .


  وقال الإمام أحمد : 
  حدثنا حسين ، حدثنا محمد بن مطرف ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد قال :
   سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : 
  " بعثت والساعة هكذا " . وأشار بإصبعيه : السبابة والوسطى .
  أخرجاه من حديث أبي حازم سلمة بن دينار .


  وقال الإمام أحمد : 
  حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا الأعمش ، عن أبي خالد ، عن وهب السوائي قال :
   قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : 
  " بعثت أنا والساعة كهذه من هذه إن كادت لتسبقها " وجمع الأعمش بين السبابة والوسطى .


  وقال الإمام أحمد : 
  حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا الأوزاعي ، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله ، قال : قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك فسأله : ماذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر به الساعة ؟ 
  فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أنتم والساعة كهاتين " .
  تفرد به أحمد ، رحمه الله .
   وشاهد ذلك أيضا في الصحيح في أسماء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنه الحاشر الذي يحشر الناس على قدميه .


  وقال الإمام أحمد : 
  حدثنا بهز بن أسد ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، حدثنا حميد بن هلال ، عن خالد بن عمير قال : خطب عتبة بن غزوان - قال بهز : وقال قبل هذه المرة - خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :
   " أما بعد ، فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها ، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها ، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم ، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما ما يدرك لها قعرا ، والله لتملؤنه ، أفعجبتم ! والله لقد ذكر لنا أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين عاما ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام " وذكر تمام الحديث ، انفرد به مسلم .


  وقال أبو جعفر بن جرير :
   حدثني يعقوب ، حدثني ابن علية ، أخبرنا عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : نزلنا المدائن فكنا منها على فرسخ ، فجاءت الجمعة ، فحضر أبي وحضرت معه فخطبنا حذيفة فقال :
   ألا إن الله يقول : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) ، ألا وإن الساعة قد اقتربت ، ألا وإن القمر قد انشق ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم المضمار ، وغدا السباق.
   فقلت لأبي : أيستبق الناس غدا ؟ 
  فقال : يا بني إنك لجاهل ، إنما هو السباق بالأعمال . 
 ثم جاءت الجمعة الأخرى فحضرنا فخطب حذيفة ، فقال :
   ألا إن الله عز وجل يقول : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق ، ألا وإن الغاية النار ، والسابق من سبق إلى الجنة .


و. قوله : ( وانشق القمر ) : 
  قد كان هذا في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة .
   وقد ثبت في الصحيح عن ابن مسعود أنه قال :
   " خمس قد مضين : الروم ، والدخان ، واللزام ، والبطشة ، والقمر " . 
  وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أي انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات .


  ذكر الأحاديث الواردة في ذلك :
  رواية أنس بن مالك :
  قال الإمام أحمد : 
  حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك قال :
   سأل أهل مكة النبي - صلى الله عليه وسلم - آية ، فانشق القمر بمكة مرتين ، فقال : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) .
  ورواه مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق .


  وقال البخاري : 
  حدثني عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا بشر بن المفضل ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك: 
   أن أهل مكة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يريهم آية ، فأراهم القمر شقين ، حتى رأوا حراء بينهما .
  وأخرجاه أيضا من حديث يونس بن محمد المؤدب ، عن شيبان ، عن قتادة . 
 ورواه مسلم أيضا من حديث أبي داود الطيالسي ، ويحيى القطان ، وغيرهما ، عن شعبة ، عن قتادة ، به .


  رواية جبير بن مطعم رضي الله عنه :
  قال الإمام أحمد : 
   حدثنا محمد بن كثير ، حدثنا سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، قال : 
  انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصار فرقتين : فرقة على هذا الجبل ، وفرقة على هذا الجبل ، فقالوا :
   سحرنا محمد . 
  فقالوا : إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم .
  تفرد به الإمام أحمد من هذا الوجه ، وأسنده البيهقي في " الدلائل " من طريق محمد بن كثير ، عن أخيه سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرحمن ، [ به ] . وهكذا رواه ابن جرير من حديث محمد بن فضيل وغيره عن حصين ، به . 
  ورواه البيهقي أيضا من طريق إبراهيم بن طهمان وهشيم ، كلاهما عن حصين عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن جده فذكره .


  رواية عبد الله بن عباس [ رضي الله عنهما ]
  قال البخاري :
   حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا بكر ، عن جعفر ، عن عراك بن مالك ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس قال :
   انشق القمر في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
  ورواه البخاري أيضا ومسلم ، من حديث بكر بن مضر ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عراك [ بن مالك ] ، به مثله .


  وقال ابن جرير : 
  حدثنا ابن مثنى ، حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا داود بن أبي هند ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : 
  ( اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ). 
  قال : قد مضى ذلك ، كان قبل الهجرة ، انشق القمر حتى رأوا شقيه .


  وروى العوفي ، عن ابن عباس نحو هذا .


  وقال الطبراني : 
  حدثنا أحمد بن عمرو البزار ، حدثنا محمد بن يحيى القطعي ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : 
   كسف القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : سحر القمر . 
 فنزلت : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) إلى قوله : ( مستمر ) .


   رواية عبد الله بن عمر :
  قال الحافظ أبو بكر البيهقي :
   أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا : حدثنا أبو العباس الأصم ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمر في قوله تعالى : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) قال : 
  وقد كان ذلك على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انشق فلقتين : فلقة من دون الجبل ، وفلقة من خلف الجبل ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم اشهد " .
  وهكذا رواه مسلم ، والترمذي ، من طرق عن شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، به . 
  قال مسلم كرواية مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود . 
  وقال الترمذي : حسن صحيح .


  رواية عبد الله بن مسعود :
  قال الإمام أحمد : 
  حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن ابن مسعود قال : 
  انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شقين حتى نظروا إليه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " اشهدوا " .
  وهكذا رواه البخاري ومسلم ، من حديث سفيان بن عيينة ، به .   
  وأخرجاه من حديث الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة ، عن ابن مسعود ، به .


  وقال ابن جرير : 
  حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي ، حدثنا عمي يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن رجل ، عن عبد الله ، قال : 
  كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى فانشق القمر ، فأخذت فرقة خلف الجبل ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اشهدوا ، اشهدوا " .


  قال البخاري : 
  وقال أبو الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله : بمكة .


  وقال أبو داود الطيالسي : 
  حدثنا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : 
   انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت قريش : 
  هذا سحر ابن أبي كبشة . 
  قال : فقالوا : انظروا ما يأتيكم به السفار ، فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم . 
  قال : فجاء السفار فقالوا : ذلك .


  وقال البيهقي : 
  أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا سعيد بن سليمان ، حدثنا هشيم ، حدثنا مغيرة ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله ، قال :
   انشق القمر بمكة حتى صار فرقتين ، فقال كفار قريش أهل مكة : هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة ، انظروا السفار ، فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق ، وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو سحر سحركم به . 
  قال : فسئل السفار ، قال : وقدموا من كل وجهة ، فقالوا : رأيناه .


  رواه ابن جرير من حديث المغيرة ، به . وزاد : فأنزل الله عز وجل : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) .


   ثم قال ابن جرير :
  حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، أخبرنا أيوب ، عن محمد - هو ابن سيرين - قال :
   نبئت أن ابن مسعود - رضي الله عنه - كان يقول : لقد انشق القمر .


  وقال ابن جرير أيضا : 
 حدثني محمد بن عمارة ، حدثنا عمرو بن حماد ، حدثنا أسباط ، عن سماك ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله قال : لقد رأيت الجبل من فرج القمر حين انشق .
  ورواه الإمام أحمد عن مؤمل ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله ، قال : 
   انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى رأيت الجبل من بين فرجتي القمر .


  وقال ليث عن مجاهد : 
  انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصار فرقتين ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر : " اشهد يا أبا بكر " . 
  فقال المشركون : سحر القمر حتى انشق .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الأربعاء يناير 24, 2024 1:35 pm

تفسير ابن كثير 
  @@@@@@@@ 


  ( وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) [القمر : 2]
  وقوله : ( وإن يروا آية ) أي : دليلا وحجة وبرهانا ) يعرضوا ) أي : لا ينقادون له ، بل يعرضون عنه ويتركونه وراء ظهورهم.
   ( ويقولوا سحر مستمر ) أي : ويقولون : هذا الذي شاهدناه من الحجج سحر سحرنا به .


ومعنى ( مستمر ) أي : ذاهب . 
  قاله مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما ، أي : باطل مضمحل ، لا دوام له .


  ( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ) [القمر : 3]
  ( وكذبوا واتبعوا أهواءهم ) أي : كذبوا بالحق إذ جاءهم ، واتبعوا ما أمرتهم به آراؤهم وأهواؤهم من جهلهم وسخافة عقلهم .


  وقوله : ( وكل أمر مستقر ) قال قتادة : معناه : أن الخير واقع بأهل الخير ، والشر واقع بأهل الشر .


  وقال ابن جريج : مستقر بأهله . 
  وقال مجاهد : ( وكل أمر مستقر ) أي : يوم القيامة .


  وقال السدي : ( مستقر ) أي : واقع .


  ( وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ) [القمر : 4]
  وقوله : ( ولقد جاءهم من الأنباء ) أي : من الأخبار عن قصص الأمم المكذبين بالرسل ، وما حل بهم من العقاب والنكال والعذاب ، مما يتلى عليهم في هذا القرآن.
   ( ما فيه مزدجر ) أي : ما فيه واعظ لهم عن الشرك والتمادي على التكذيب .


  ( حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ۖ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ) [القمر : 5]
 وقوله : ( حكمة بالغة ) أي : في هدايته تعالى لمن هداه وإضلاله لمن أضله.
   ( فما تغن النذر ) يعني : أي شيء تغني النذر عمن كتب الله عليه الشقاوة ، وختم على قلبه ؟ 
  فمن الذي يهديه من بعد الله ؟ 
  وهذه الآية كقوله تعالى :
   ( قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين ) [ الأنعام : 149 ].
   وكذا قوله تعالى : 
  ( وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ) [ يونس : 101 ] .


  ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ۘ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ) [القمر : 6]
  يقول تعالى : فتول يا محمد عن هؤلاء الذين إذا رأوا آية يعرضون ويقولون : هذا سحر مستمر ، أعرض عنهم وانتظرهم.
   ( يوم يدعو الداعي إلى شيء نكر ) أي : إلى شيء منكر فظيع ، وهو موقف الحساب وما فيه من البلاء ، بل والزلازل والأهوال.
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الخميس يناير 25, 2024 2:36 am

تفسير ابن كثير 
  @@@@@@@ 


  ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ۘ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ) [القمر : 6]
  يقول تعالى : فتول يا محمد عن هؤلاء الذين إذا رأوا آية يعرضون ويقولون : هذا سحر مستمر ، أعرض عنهم وانتظرهم.
   ( يوم يدعو الداعي إلى شيء نكر ) أي : إلى شيء منكر فظيع ، وهو موقف الحساب وما فيه من البلاء ، بل والزلازل والأهوال


  ( خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ) [القمر : 7]
  ( خشعا أبصارهم ) أي : ذليلة أبصارهم.
  ( يخرجون من الأجداث ) وهي : القبور.
   ( كأنهم جراد منتشر ) أي : كأنهم في انتشارهم وسرعة سيرهم إلى موقف الحساب إجابة للداعي ( جراد منتشر ) في الآفاق ; ولهذا قال : 


  ( مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ۖ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ) [القمر : 8]
  ( مهطعين ) أي : مسرعين. 
  ( إلى الداعي ) ، لا يخالفون ولا يتأخرون.
   ( يقول الكافرون هذا يوم عسر ) أي : يوم شديد الهول عبوس قمطرير 
  ( فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير ) [ المدثر : 9 ، 10 ] .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الجمعة يناير 26, 2024 6:09 am

تفسير ابن كثير 
  @@@@@@@ 


( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) [القمر : 9]
  يقول تعالى : ( كذبت ) قبل قومك يا محمد ( قوم نوح فكذبوا عبدنا ) أي : صرحوا له بالتكذيب واتهموه بالجنون.
   ( وقالوا مجنون وازدجر ) قال مجاهد : ( وازدجر ) أي : استطير جنونا .
   وقيل : ( وازدجر ) أي : انتهروه وزجروه وأوعدوه : ( لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ) [ الشعراء : 116 ] . قاله ابن زيد ، وهذا متوجه حسن .


  ( فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ) [القمر : 10]
  ( فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ) أي : إني ضعيف عن هؤلاء وعن مقاومتهم.
  ( فانتصر ) أنت لدينك .


  ( فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ) [القمر : 11] 


   ( وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) [القمر : 12] 
  قال الله تعالى : ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ) .
   قال السدي : هو الكثير. 
   ( وفجرنا الأرض عيونا ) أي : نبعت جميع أرجاء الأرض ، حتى التنانير التي هي محال النيران نبعت عيونا.
   ( فالتقى الماء ) أي : من السماء ومن الأرض. 
   ( على أمر قد قدر ) أي : أمر مقدر .


  قال ابن جريج ، عن ابن عباس : 
   ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ) كثير ، لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا بعده ، ولا من السحاب، فتحت أبواب السماء بالماء من غير سحاب ذلك اليوم ، فالتقى الماءان على أمر قد قدر .


  وروى ابن أبي حاتم أن ابن الكواء سأل عليا عن المجرة فقال : 
  هي شرج السماء ، ومنها فتحت السماء بماء منهمر .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير ابن كثير ( متجدد )  - صفحة 24 Empty رد: تفسير ابن كثير ( متجدد )

مُساهمة من طرف جاروط الجمعة يناير 26, 2024 10:31 pm

تفسير ابن كثير 
  @@@@@@@ 


  ( وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) [القمر : 13]
  ( وحملناه على ذات ألواح ودسر ) : قال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والقرظي ، وقتادة ، وابن زيد : هي المسامير ، واختاره ابن جرير.
   قال : وواحدها دسار.
   ويقال : دسير، كما يقال : حبيك وحباك ، والجمع حبك .


  وقال مجاهد : الدسر : أضلاع السفينة . 
  وقال عكرمة والحسن : هو صدرها الذي يضرب به الموج .


  وقال الضحاك : الدسر : طرفها وأصلها .


  وقال العوفي عن ابن عباس : هو كلكلها .


  ( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ) [القمر : 14]
  وقوله : ( تجري بأعيننا ) أي : بأمرنا بمرأى منا وتحت حفظنا وكلاءتنا.
   ( جزاء لمن كان كفر ) أي جزاء لهم على كفرهم بالله وانتصارا لنوح عليه السلام .


  ( وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)؛[القمر : 15]
  وقوله : ( ولقد تركناها آية ) قال قتادة : أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أول هذه الأمة . 
  والظاهر أن المراد من ذلك جنس السفن ، كقوله تعالى : 
  ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ) [ يس : 41 ، 42 ] .   
  وقال: ( إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية ) [ الحاقة : 11 ، 12 ].
   ولهذا قال هاهنا : ( فهل من مدكر ) أي : فهل من يتذكر ويتعظ ؟


  قال الإمام أحمد : 
  حدثنا حجاج ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ، عن ابن مسعود ، قال : 
  أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( فهل من مدكر ) فقال رجل : يا أبا عبد الرحمن ، مدكر أو مذكر ؟ 
  قال : أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( مدكر )


  وهكذا رواه البخاري : 
  حدثنا يحيى ، حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود بن يزيد ، عن عبد الله قال :
   قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( فهل من مذكر ). 
  فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( فهل من مدكر )


  وروى البخاري أيضا من حديث شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ، عن عبد الله ، قال :
   كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ : ( فهل من مدكر ) .


  وقال : 
  حدثنا أبو نعيم ، حدثنا زهير ، عن أبي إسحاق ; أنه سمع رجلا يسأل الأسود : ( فهل من مدكر ) أو ) مذكر ) ؟ 
  قال : سمعت عبد الله يقرأ : ( فهل من مدكر ) . 
  وقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها : ( فهل من مدكر ) دالا .


   وقد أخرج مسلم هذا الحديث وأهل السنن إلا ابن ماجه ، من حديث أبي إسحاق .
جاروط
جاروط
مشرف عام
مشرف عام

ذكر 3413
تاريخ الميلاد : 10/02/1962
تاريخ التسجيل : 05/11/2014
العمر : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 24 من اصل 26 الصفحة السابقة  1 ... 13 ... 23, 24, 25, 26  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى